152

القول المفيد على كتاب التوحيد

القول المفيد على كتاب التوحيد

Издатель

دار ابن الجوزي

Номер издания

الثانية

Год публикации

محرم ١٤٢٤هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

وتفسير الشهادة، وبينها بأمور واضحة.
منها آية الإسراء: بين فيها الرد على المشركين الذين يدعون الصالحين ; ففيها بيان أن هذا هو الشرك الأكبر.

وإذا قلت: الله إله أثبت له الألوهية، لكن لم تنفها عن غيره; فالتوحيد لم يتم.
وإذا قلت لا إله إلا الله أثبت الألوهية لله ونفيتها عما سواه.
قوله: "تفسير الشهادة": الشهادة: هي التعبير عما تيقنه الإنسان بقلبه; فقول: أشهد أن لا إله إلا الله; أي: أنطق بلساني معبرا عما يكنه قلبي من اليقين، وهو أنه لا إله إلا الله.
قوله: "منها آية الإسراء": وهي قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ﴾ ١ الآية; فبين فيها الرد على المشركين الذين يدعون الصالحين، وبين أن هذا هو الشرك الأكبر; لأن الدعاء من العبادة، قال تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ ٢ فدل على أن الدعاء عبادة، لأن آخر الكلام تعليل لأوله، فكل من دعا أحدا غير الله حيا أو ميتا; فهو مشرك شركا أكبر. ودعاء المخلوق ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: جائز، وهو أن تدعو مخلوقا بأمر من الأمور التي يمكن أن يدركها بأشياء محسوسة معلومة; فهذا ليس من دعاء العبادة، بل هو من الأمور الجائزة، قال ﷺ " وإذا دعاك فأجبه " ٣.
الثاني: أن تدعو مخلوقا مطلقا، سواء كان حيا أو ميتا فيما لا يقدر عليه إلا الله; فهذا شرك أكبر لأنك جعلته ندا لله فيما لا يقدر عليه إلا الله، مثل: يا فلان! اجعل ما في بطن امرأتي ذكرا.

١ سورة الإسراء آية: ٥٧.
٢ سورة غافر آية: ٦٠.
٣ من حديث أبي هريرة، رواه: مسلم (كتاب السلام، باب من حق المسلم للمسلم رد السلام، ٤/١٧٠٤) .

1 / 159