فالحوار والمجادلة بالتي هي أحسن هي من أبرز وسائل الدعوة إلى الله وهي علامة على وسطية الأمة واعتدالها في التعامل مع وجهات النظر بل مع المخالف، قال تعالى: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ (سورة سبأ من الآية:٢٤)، وقد كان رسول الله ﷺ يحاور الناس ويبحث عمن يقبل دعوته، واستخدم رسولنا ﷺ الوسائل المتعددة لتبليغ الرسالة ومنها الحوار.
وقد سمى الله ﷿ صلح الحديبية الذي عارضه أغلب الصحابة ﵃ وعدوه ضيمًا سماه ﷿ فتحًا، قال تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ (سورة الفتح، الآية:١)؛ وذلك لما ترتب عليه من ثمرات وفتوح كان من أعظمها الحوار بين المسلمين والمشركين وعرض المسلمين لدينهم الأمر الذي كان ممنوعًا وغير مقبول قبل هذا الصلح فدخل الناس بعده في دين الله أفواجًا.
فالواجب على المسلمين الاعتدال في الدعوة إلى الله فلا غلظة ولا شدة، بل قول لين وموعظة حسنة ورفق بالمدعوين، وإرشاد بالحسنى للضالين عن الصراط المستقيم، وستر على المسلمين، ومجادلة وحوار مع الجميع بالتي هي أحسن.