Революция ислама и герой пророков: Абу-л-Касим Мухаммад ибн Абдуллах
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
Жанры
وترجع رغبتنا في ذلك الاستطراد إلى أمرين؛ الأول: أن يثبت في ذهن القارئ أن اللغة المصرية الأولى القديمة لم تكن سامية، وإذن يكون المصريون القدماء من أصل غير أصل العرب، والثاني: أن عالما مصريا موقرا انتقل إلى رحمة الله بعد أن قضى شطرا من عمره في خطأ جسيم بنية سليمة؛ وذلك لعدم إلمامه بعلوم اللغات الحديثة.
فقد صرف عشرات السنين في تأليف قاموس هيروغليفي، ليثبت للملأ أن اللغة الهيروغليفية الحامية ترجع إلى اللغة العربية السامية، ولو اكتفى بتأليف القاموس لتفسير اللغة الهيروغليفية بالعربية إذن كان عمله من أنفع الأعمال، والذي استدرجه إلى هذا الرأي وجود مشابهة بين بعض الألفاظ من اللغتين وانتحال كثير من الألفاظ الهيروغليفية
10
باللغة العامية المصرية، التي هي خليط من لغات شتى من أصول سامية وحامية وآرية؛ لأن مصر بوتقة للأمم ولغاتها من قديم الزمان وسالف العصر، ولكن اللغات السامية آسيوية، واللغات الحامية أفريقية.
ونحب أن تتضح غايتنا من هذا الدرس، وهي الوصول إلى حقائق علمية ثابتة عن الشعب العربي واللغة العربية والحضارة العربية والمعتقدات العربية قبل الإسلام؛ لاعتقادنا أن درس الحاضر دون الوقوف على الماضي يؤدي إلى التخبط والاضطراب، ولأن درس أمة من الأمم يتناول إنتاجها العقلي والأدبي في التفكير الديني أو تكوين العقيدة، وما إليها من طقوس العبادات وأنواع المعاملات والتفكير الفني المكون للحضارة، والنظر العلمي المنتج للمدنية الإنسانية، والنظر الفلسفي الباحث في أسرار الوجود ونواميسه، والمجهود العقلي التاريخي المدون لحوادث الأمة في الحرب والسلم، وفي الحكم والسلطان والمسجل للتطورات التاريخية عن طريق الرواية والأساطير، أو من ناحية الوثائق والنقوش والآثار والعاديات والحفريات. (2) البحوث اللغوية في القرن التاسع عشر
جاء القرن التاسع عشر بثمار علمية نافعة، منها إزاحة الستار عن الخط المسماري واللغة الآشورية البابلية، وبعض لغات سامية أخرى تركت آثارا قديمة قيمة قد دونت بالخط المسماري.
ثم جاء دور المقارنة اللفظية الفنية والمقارنة المعنوية الأدبية.
فقام بالأولى عالم ألماني علا في العلم كعبه وذاع في العالم فضله، هو بروكلمان الذي قام بالمقارنة اللفظية باستيعاب كبير.
وسبقه إلى المقارنة الأدبية المعنوية نولدكه الهولندي ورينان الفرنسي. وكان نولدكه عالما مخلصا مستقل الرأي بعيدا عن الغايات، بعيدا عن التعصب لفكرة أو عقيدة أو رأي سياسي.
أما رينان المستشرق الفرنسي العظيم، فقد ألف كتابه في المقارنة المعنوية الأدبية ولم يكن خاليا من الغرض؛ فإنه عمد فيه إلى الجدل والسفسطة، واستنتج بناء عليها ما حكم به على الساميين من الأحكام الجائرة القاسية البعيدة عن الصدق والصواب.
Неизвестная страница