Революция ислама и герой пророков: Абу-л-Касим Мухаммад ибн Абдуллах
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
Жанры
2
فنتقدم إلى ميدان البحث والاستقراء في لغاتنا وآدابنا وتاريخنا ومعتقداتنا التي لا تزال يتيمة وثكلى في آن؛ ذلك الميدان الذي جلى فيه عشرات، بل مئات، من العلماء الأعلام، فبلغوا في مجال العلم الغاية القصوى وأنالوا شعوبهم ما شاءت لهم العقول الخصيبة المنتجة المستندة إلى قوة الإرادة وإرادة القوة؟
لقد ألف بعض علماء العرب في أصول بعض اللغات وأبلوا أحسن البلاء، ولكن جل جهودهم كانت منصرفة إلى خدمة نظريات قديمة وتحقيق أغراض مفروغ منها، فبدءوا يتساءلون: هل اللغات الإنسانية متواطأ عليها بين أئمتها الذين وضعوها للتفاهم بها، أم أنها توقيف؟ أي منزلة من السماء.
3
وأفاضوا في ذلك ما شاء علمهم ومصادرهم وتواريخهم وأساطيرهم، ولكنهم لم ينتفعوا بدرس هذه اللغات في تحقيق أصول الأمم التي كانت تتكلم بها، بل تراهم يمجدون بعض اللغات لأسباب يحسبونها دينية، ولم يبد لواحد صادق العزيمة منهم أن يتغلغل في نشأة تلك اللغات وأصول الشعوب التي تكلمت بها، ولعل لهم العذر في ذلك؛ فإن دائرة بحوثهم كانت ضيقة، كما أن معارفهم لم تتسع وراء بضع لغات سامية ولغتين آريتين هما الفارسية واليونانية. ولو أن مؤلف «المزهر» ألفى أفق البحث متسعا، فلعله كان يصل إلى شيء مما ننشده ونتأوه عليه.
لقد أجمع علماء المشرقيات من الغربيين على أن أصول الشعوب تعلم بأصول اللغات؛ لأن رابطة اللغة بين الأمم أقوى من رابطة المعتقدات، ولأن درجات القرابة بين القبائل والأمم لا تدل على شيء دلالة اللغات، قال روبرتسون سميث
4
في كتاب «ديانة الساميين» (ص7): «إن تقسيم الجنس الإنساني بحسب اللغات إذا طبقناه على الجماعات الكبيرة، يدنينا من التقسيم الطبيعي دنوا يقارب الدقة المرغوبة، ويمكننا أن نعتبر هذا التقسيم طبيعيا لا مصطنعا، وهذا يصدق غالبا بالتخصيص على الأزمنة القديمة السابقة لوجود آداب اللغات والكتب الدينية؛ لأن اللغات الدخيلة على الأمم لا يمكن أن تستقر في واحدة منها بدون هذين العاملين المؤثرين، وهما الأدب والكتب المنزلة؛ وحينئذ يكون تفاهم أمة من الأمم القديمة، بلغة من اللغات دليلا على أنها لغتها الفطرية الطبيعية، فإذا ما اشتركت أمتان في لغة واحدة دل هذا على وحدة الأصل. وإن أهل مصر في عصرنا الحاضر
5
يتكلمون كلهم باللغة العربية ويكتبونها، واللغة العربية سامية، مع أن الشعب المصري بعيد عن الاندماج في صورة الشعب العربي، ولا يزال حتى هذا العصر محتفظا بملامح الجنس الحامي، ولكن تأصل العربية في مصر وانتشارها في ناحيات الحياة المصرية يرجعان إلى أن العربية لغة القرآن، وأن الإسلام دين المصريين، ولولا هذا الدين وتلك اللغة لبقيت مصر تتكلم اللغة التي تنطبق على أصلها الإتنولوجي.»
Неизвестная страница