وشبهة أبي حنيفة: قوله تعالى في سورة الأنعام: {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} قال: أراد من بلغه القرآن، والعجمي لا يكون منذرا بلغة العربي.
قلنا: روي عن ابن عباس أن المراد ومن بلغه فأنا نذيره، لا أن المراد أن الإنذار يكون بالقرآن.
سورة طه
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى:{طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، إلا تذكرة لمن يخشى}.
النزول: قال في الكشاف: روي أنه صلى الله عليه وآله وسلم صلى بالليل حتى اسمغدت (1) قدماه-أي ورمتا- فقال له جبريل: ابق على نفسك فإن لها عليك حق.
وعن المغيرة بن شعبة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي حتى ورمت قدماه، فقيل: أليس قد غفر لك؟ فقال: ((أفلا أكون عبدا شكورا)).
وقيل: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه كانوا يربطون الحبال في صدروهم بالليل في الصلاة حتى نسخ ذلك بالفرض، وأنزل الله هذه الآية عن مجاهد.
وقيل: كان يصلي ويقف على إحدى رجليه فنزلت، وقيل: لما قال أبو جهل وغيره عند[ ما] رأوا شدة عبادته هو شقي نزلت.
وفي معنى طه وجوه:
قيل: اسم للسورة، وقيل: بيان أن القرآن مركب من هذه الحروف، وقد عجزوا أن يأتوا بمثله.
وقيل: اكتفى بالحرف عن الكلمة، وأن الطاء بمعنى الطاهر، والهاء بمعنى الهادي.
وقيل: إن ذلك أمر - أي ط الأرض- ، وقيل: إنها في لغة عك (2) قيل يا رجل.
قيل: والمراد القسم، فيكون جواب ما أنزلنا عليك القرآن، وإذا جعل اسما للسورة كان قوله ما أنزلنا عليك كلاما مبتدأ.
Страница 203