فمن المكرهين: عمار, وأبوه ياسر، وسمية، وصهيب ,وبلال، وخباب ,وسالم ؛ عذبوا، فأما سمية :فقد ربطت بين بعيرين ووجي في قبلها بحربة، وقالوا: إنك أسلمت من أجل الرجال فقتلت، وقتل ياسر، وهما أول قتيلين في الإسلام.
وأما عمار : فقد أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها،
فقيل: يا رسول الله إن عمار كفر؟
فقال: ((كلا، إن عمار ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه، واختلط الإيمان بلحمه ودمه )) وأتى عمار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبكي، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح عينيه ويقول : ((مالك ! إن عادوا إليك فعد إليهم بما قلت)).
ومنهم : خير مولى الحضرمي أكرهه سيده فكفر، ثم أسلم مولاه وأسلم وحسن إسلامهما.
وقال في التهذيب،: نزل قوله (من كفر بالله )و (من شرح بالكفر صدرا ):في عبد الله بن سعيد بن أبي سرح، وقوله: إلا من أكره :في عمار بن ياسر وأصحابه.
وقيل: نزلت في عياش بن أبي ربيعة آمن وهاجر، وكان برا بأمه فحلفت ألا تأكل حتى يعود إليها، فقدم عليه رجلان وأخبراه بذلك، فأراد أن ينصرف فنهاه عمر ,فأبى وخرج فلما كان ببعض الطريق عذبه من أخبره بقول أمه حتى رجع بلسانه.
ثمرات الآية الكريمة أحكام:
الأول: من افترى الكذب على الله تعالى :كفر؛ لأنا قد قدرنا تعلق قوله تعالى: {من كفر بالله} إلى قوله:{إنما يفتري الكذب} وقد يقال: من كذب الله تعالى كفر إجماعا، ومن كذب على الله وفيه رد لما علم خلافه ضرورة، كأن يقول: أحل الله الخمر والزنا، ونحو ذلك، أو يقول: لم يوجب الله الصلاة ونحو ذلك كفر، لا إن لم يعلم خلاف ذلك ضرورة.
الحكم الثاني: أن من نطق بكلمة الكفر مكرها، ولم يشرح صدره قال جار الله: أي : لم يعتقده، ولم تطب به نفسه، فإنه لا يكفر، وهذا إجماع.
فإن قيل: فما الأفضل هل النطق بكلمة الكفر وقاية لدمه, أو الصبر على القتل؟
Страница 137