سورة النحل
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى:{والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها
تأكلون}
الأنعام: تطلق على الأزواج الثمانية، وأكثر ما يقع على الإبل.
والدفء :ما يلبس من صوف ,أو وبر ,أو شعر،
وقوله تعالى: {ومنافع}
يدخل ما ينتفع به من نسل, أو لبن ,أو ركوب ,أو حمل.
وثمرة الآية :
جواز ما امتن الله تعالى به من الأنعام من الأكل عند التذكية ,ولباس ما يكون من أصوافها، وكذلك لبنها، وركوب ما يركب، والحمل على ما يحمل، وإنما خصها بالأكل وغيرها تؤكل كالدجاج، والبط والصيود؛ لأن أكلها هو المعتمد عليه وغيرها يجري مجرى التفكه ويدخل في عموم إباحة الأكل جواز أكل الجلالة هذا مذهب الأئمة، وأبي حنيفة , ومالك ,والشافعي .
وقال ابن حنبل, والثوري: يحرم.
قلنا: هذا مخالف لهذه الآية، ولقوله تعالى: {أحلت لكم بهيمة الأنعام} قالوا: نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن أكل الجلالة وألبانها، رواه أبو داود وغيره.
قلنا: محمول على الكراهة قبل الحبس .
قال في الشرح: النهي محمول على الكراهة لأجل أنها تكسب رائحة اللحم من ريحها فكره كما يكره ما أنتن من اللحم.
وفي سنن أبي داود عنه -عليه السلام- : أنه نهى عن الجلالة في الإبل أن يركب عليها أو يشرب من لبنها قال في المعالم إنما نهى عن الركوب لأن ريحها نتن كما ينتن لحمها.
قوله تعالى:
{لكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون}.
قال جار الله: قدم الإراحة على التسريح؛ لأن الجمال في الإراحة أظهر؛ لأنها تقبل ملأ البطون حافلة الضروع.
والتجمل أنها تزين الأفنية، وإذا تجاوب فيها الرغاء والثغاء أنست أهلها وأفرحتهم وأجلتهم في عيون الناظرين إليها، وأكسبتهم الجاه.
وللآية ثمرة:
Страница 112