Трое мужчин и женщина
ثلاثة رجال وامرأة
Жанры
فقالت الأم: ماذا تقول؟ عن أي شيء تتكلم؟ ومن أنت أولا؟
قال: لكل سؤال جوابه عندي، فأنا - ولا فخر - نسيم، رفيق السهرة المنبوذ، أو المنسي بعد أن وجد العصفور عشه، فهل اقتنعت الآن بما وصفت لك من ذكائي؟ أما ماذا أقول، فأظن أنك سمعته، ولا بأس مع ذلك من الإعادة؛ فقد تكون فيها إفادة، نعم سمعتني يا سيدتي أقول: إني أستحق فنجان قهوة بما قدمت من معونة مشكورة على رد العصفور إلى قفصه.
قالت: آه، فهمت، لماذا لم تقل هذا من الأول؟
قال: معذرة إذا كنت قد وثبت إلى النهاية وتخطيت البداية، وهذه آفة آل نسيم جميعا؛ كلهم وثاب الذهن كما ترين، ولكني أرى جرسا يتدلى من هذه النجفة البديعة، فحبذا لو ضغطت زره بأصبعين من يدك الجميلة.
وكانت سميرة في أثناء ذلك قاعدة على السرير الذي أرقدوا عليه محمودا، وكانت لا تنفك تحنو عليه وتقبل ما بين عينيه وجبينه وخديه ورأسه حتى أذنيه وأنفه، وكلما هم بكلام وضعت راحتها على فمه لتمنعه، وكلما أدار وجهه ردته إليها برفق وعادت إلى التقبيل والتنهد والتشهد.
وأخيرا ابتسم، لم يسعه إلا أن يبتسم، وقد هدأ الثبج المربد، والموت المعتلج، وتسنى أن تبصر عين الضمير ما كان اصطخاب الأواذي يحجبه ويطويه.
وقالت له: لن أدعك تفر مني مرة أخرى، والحمد لله على ما أصابك؛ فلن تستطيع أن تغافلني وتهرب.
فهم بأن يقول إنه لم يكن هو الذي فر منها، ولكنه عدل عن الجدل والخلاف في مثل هذه الساعة، وأشار إلى فمه، فمالت عليه، وأراحت صدرها على صدره، وضمته وقبلته.
فلم يزد على أن قال: آه، من حلاوة القبلة ورضى النفس .
وكانت أم سميرة قد بقيت مع نسيم ولم تصعد؛ لتتيح للشتيتين أطول اجتماع، وعرفت منه أن أخته من صديقات سميرة، واستطاعت بعد عناء أن تقف على ما وقع؛ فقد كان لا يفتأ يحاورها ويداورها.
Неизвестная страница