Трое мужчин и женщина
ثلاثة رجال وامرأة
Жанры
ثم استقرت الأمور، واطردت الحياة على نحو لا شذوذ فيه عن المألوف، وجاء يوم أحست فيه بدوار واضطربت معدتها، ونهضت فاستشارت طبيبا ثم عادت تحمل أشياء مما يعد للولدان، فلما رأى حليم ذلك أبرقت عينه وسألها: ما هذا؟ قالت: لولدك، فجمعها في ذراعيه مترفقا وقال بصوت خفيض كالهمس: أنت والولد! هذا كل ما ينشد رجل من دنياه.
وكانت تحدث نفسها أنها ينبغي أن تكون سعيدة، وتحاول أن تعتقد أنها كذلك، ولكنها على فرط ما جاهدت وطوله لم تستطع أن تتخلص من ذلك الخاطر المخامر الذي كان لا ينفك يقول لها: إن الزواج غير ما كانت ترجو وتتخيل.
وطال عليها الانتظار وثقل، وملت استشارة الطبيب كل بضعة أسابيع، واجتوت الطعام الموصوف، وتقززت عنه، وشقت عليها إدارة أمور البيت وتكلف البشاشة وهي تحس أن أعصابها كالشوك الحديد، ثم جاءها المخاض في منتصف الليل فذعرت وأيقظت حليما، وأصرت أن ينقلها إلى المستشفى.
وآلت سميحة أن يكون هذا آخر طفل تلده.
وأقبل عليها حليم ذات ليلة يقول لقد كنت جميلة قبل أن تحملي ولكنك الآن ... لا أدري، كأنما تم حسنك، لا أعني أنه كان ناقصا، وإنما أعني أن فيه شيئا جديدا يخونني التعبير عنه.
فقالت: هذا خيال، لقد طال سقمي حتى نسيت كيف كانت هيئتي قبل ذلك.
قال: كلا، فإن لك لوضاءة، وإن بشرتك لتبدو لي كأنما من الشمع، وأنت الآن زهرة يانعة، وكنت قبل ذلك كما.
وانحنى على الطفل وداعب راحته الصغيرة المطبقة بأصبعه الكبير ثم التفت إليها وقال هذه بداية طيبة، وإني لأرجو أن يكون إخوته وأخواته مثله صحة وصباحة.
فقالت له وهي مقطبة: اسمع، إني لا أريد أن أجيئه بإخوة أو أخوات، هذا حسبي، وهو الأخير، فاعرف ذلك.
فقال: لا أظن أنك جادة! وبعد السعادة التي فزنا بها؟!
Неизвестная страница