Тазкият ан-Нафс
تزكية النفوس
Издатель
دار العقيدة للتراث
Место издания
الإسكندرية
Жанры
٨ - الصبر والشكر
فلما كان الإيمان نصفين فنصف صبر ونصف شكر، كان حقيقًا على من نصح نفسه وأحب نجاتها وآثر سعادتنها أن لايهمل هذين الأصلين العظيمين، وأن يجعل سيره إلى الله ﷿ فى هذين الطريقين القاصدين، ليجعله الله يوم القيامة مع خير الفريقين.
أ - الصبر
فضائله:
أن الله سبحانه جعل الصبر جوادًا لايكبو، وصارمًا لاينبو، وجندًا غالبًا لايهزم، وحصنًا حصينًا لايهدم، فهو والنصر أخوان شقيقان، وقد مدح الله ﷿ فى كتابه الصابرين، وأخبر أنه يؤتيهم أجرهم بغير حساب، وأخبر أنه معهم بهدايته ونصره العزيز، وفتحه المبين، فقال تعالى: ﴿وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (الأنفال: من الآية ٤٦)
فظفر الصابرون بهذه المعية بخير الدنيا والآخرة، ففازوا بها ينعمه الباطنة والظاهرة، وجعل سبحانه الإمامة فى الدين منوطة بالصبر واليقين فقال تعالى - وبقوله اهتدى المهتدون:: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ (السجدة: الآية ٢٤)
وأخبر تعالى أن الصبر خيرٌ لأهله مؤكدًا باليمين، فقال تعالى: ﴿وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ﴾ (النحل: من الآية ١٢٦)
وأخبر أن مع الصبر والتقوى لا يضر كيدٌ العدو ولو كان ذا تسليط،
1 / 76