422

Тайсир Тафсир

تيسير التفسير

Жанры

وقيل: لا إجماع. وقيل: الكلام فى الجواز، ولم يقع، ولعل هذا مراد الإجماع، وينسى بعده نسيانا لا يستمر، كما سلم من ركعتين، والممنوع منه أن ينسى ما أوحى اشتغالا بغيره، وأما بدون ذلك فأجازه بعض، وشرط التنبيه قبل الفوت، وأجازه إمام الحرمين مدة حياته، ومنعه بعض مطلقا، وادعى بعض الإجماع على منعه فيما هو قول، وأما فى أمر الدنيا فلا يلزم أن يصيب فى كلامه، كما أمرهم بترك تأبير النخل فلم تصلح ثماره، ثم قال:

" أنتم أعلم بأحوال دنياكم، فأبروها "

، والصواب عدم تكليف الناسى والساهى والنائم والسكران بلا حرام، وأما بحرام كخمر وجوزه فمكلف بكل ما فعل فى سكره مما يوجب طلاقا أو حدا أو نحوها، وقيل فى نحو الساهى والناسى: مكلف بمعنى ثبوت الفعل بذمته، ولا يتم ذلك لأنه لا يعاقب، فإن كان حق مخلوق خرج من حسناته. ولما نزلت الآية قال المسلمون: قد تضطرنا حاجة إلى الكون معهم حال الخوض كالطواف والجلوس فى المسجد أو مبايعة فى سوق أو غيره، فنزلت.

{ وما على الذين يتقون } الله أن يشركوا به أو يعصوه، ومن ذلك تركهم الخوض { من حسابهم من شىء } مثل ما مر، والهاء للخائفين، أى لا إثم عليهم فى ذلك للضرورة، أو جالسوهم للنهى فإذا لم ينتهوا قاموا، وذكر المجالسة فى قوله { ولكن ذكرى } أى عليهم ذكرى، أى على الذين يتقون تذكيرهم بالوعظ، أو ليذكروهم ذكرى بلام الأمر، أو ذكروهم ذكرى بالخطاب على طريق الالتفات، أو عليكم ذكرى كذلك، وقدر بعضهم نذكرهم ذكرى بالنون، ويجوز عند بعض تقدير ولكن يذكرونهم ذكرى، أو تذكرونهم ذكرى، أو الذى يأمرونهم به ذكرى، أى ذكر لدين الله، وعلى كل حال المراد إظهار كراهة قبائحهم، ولا يعطف ذكرى على حسابهم لأن من حسابهم قيد فى شىء لأنه حال منه، وليس ذكرى قيدا فيه، والعطف عليه يقتضى أن يكون قيدا فيه، فإنك إن قلت أكرم الله زيدا يوم الجمعة وعمرا فإن يوم الجمعة قيد فى عمرو كما فى زيد، ولا يعطف على شىء لأنه مثبت بلكن فلا تدخل عليه من الزائدة، فلا يعطف على ما هى فيه، وقد نصوا على أن القيود المعتبرة فى المعطوف عليه معتبرة فى المعطوف نحو: ما جاء يوم الجمعة، أو فى الدار أو راكبا، أو من هؤلاء القوم رجل ولكن امرأة، فالمرأة من القوم، أو جاءت يوم الجمعة، أو جاءت راكبة { لعلهم } أى الخائفين { يتقون } للحياء، أو لكراهة مساءتهم الخوض فى الفضول، أو لعل الذين يتقون المذكورين فى قوله " وما على الذين يتقون " إلخ، يتقون أى يثبتون على التقوى، أو يزدادون منها بتذكيرهم الخائفين، ولا تنثلم تقواهم بمجالسة الخائفين، وعلى كل حال الآية رخصة للذين يتقون فى مجالستهم حال الخوض بشرط التذكير والنهى عن الخوض.

[6.70]

{ وذر } اترك { الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا } صيروا دين الله الذى يجب أن يتبعوه فيقال هو دينهم لعبا ولهوا، أى كلعب ولهو، مستحقرين به، أو اتخذوه أمرا ملعوبا به، أو جعلوا ابدله اللعب واللهو، واتخذوا لأنفسهم دينا يضاف إليهم كلعب ولهو فى أن لا نفع فيه كعادة الصنم وتحريم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامى وشرب الخمر والرقص والزمر، وسائر ما دانوا به مما لا ينفع، بل يضر، أو جعلوا دينهم أى عيدهم الذى دانوه أى اعتدوه وقتا للعبادة لعبا ولهوا، وترك ذلك كله مأمور به قبل وجوب القتال وبعده فلا حاجة إلى أنه نهى عن القتال جاء نسخه بعد، والآية تهديد كقوله تعالى

ذرنى ومن خلقت وحيدا

[المدثر: 11] إلخ.. وقوله تعالى

ذرهم يأكلوا ويتمتعوا

[الحجر: 3] فإنه صالح معها، أى ذرهم فإنى أكفيكهم ولا تبال بأقوالهم وأفعالهم، ولا يضق قلبك، ولكن لا تترك الإنذار والنهى { وغرتهم الحياة الدنيا } لحلم الله عز وجل عنهم حتى اطمأنوا إليها، وتوهموا أنهم على شىء مرضى عنده، وأنهم عنده كرماء، وأن ما عندهم من جاه ومال وصحة لكرامتهم على الله، حتى أنكروا البعث وكل ما ينقص لهم من الحق ما هم عليه { وذكر به } أى بالقرآن الناس لظهور المراد ولو لم يجر له ذكر إلا فى قوله فى آياتنا كقوله تعالى؛

Неизвестная страница