عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم خيبر: ((لا تمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون بما تبتلون منهم فإذا لقيتموهم فقولوا: اللهم أنت ربنا وربهم وقلوبهم بيدك وإنما تقلبها أنت والزموا الأرض جلوسا فإذا غشوكم فثوروا إليهم وكبروا، لأبعثن غدا إن شاء الله تعالى بالرايات رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ولا يولي ولا يرجع حتى يفتح الله عليه)).
فرجاها أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم كلهم يرى أنه هو، حتى إذا كان الغد أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي عليه السلام وهو أرمد شديد الرمد فقال له: ((سر)) وعقد له راية، ثم دفعها إليه فقال له: يا رسول الله ما أبصر موضع قدمي من الرمد، فتفل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عينيه ودفع إليه الراية فقال له علي عليه السلام: علام أقاتل يا رسول الله؟ قال: ((على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله تعالى)).
فأخذ علي عليه السلام الراية، ثم خب بها فجعلنا نسعى خلفه فلا نلحقه حتى لقيهم ففتح الله عليه.
Страница 114