فأجابه علي عليه السلام: أما بعد فكلأك الله كلاءة من يخشاه بالغيب إنه حميد مجيد، قدم علي عبيد الله بن عبد الرحمن الأزدي بكتابك تذكر: أنك لقيت ابن أبي سرح في نحو من أربعين راكبا متوجهين إلى المغرب وإن ابن أبي سرح طال، والله ما كاد الإسلام وضل عن كتاب الله وسنته وبغاهما عوجا، فدع ابن أبي سرح وقريشا وتراكضهم في الضلالة، وتجاولهم في الشقاق، فإنها اجتمعت على حرب أخيك اجتماعها على حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما الذي ذكرت من إغارة الضحاك على الحيرة، فهو أذل من أن يكون مر بجنباتها، ولكن جاء في جريدة خيل فلزم الظهر، وأخذ على السماوة حتى مر بواقصة فسرحت إليه جندا من المسلمين، فلما بلغه ذلك ولى هاربا، فتبعوه ولحقوه في بعض الطريق وقد أمعن حين طفلت الشمس للإياب، ثم اقتتلوا فلم يصبروا إلا قليلا فقتل من أصحاب الضحاك بن قيس بضعة عشر رجلا، ونجا جريحا بعدما أخذ منه بالمخنق.
Страница 112