ثم مشى حتى أتى المسجد فجلس فيه، ثم أخذ بلحيته فقال: ما يحبس أشقاها أن يخضب هذه من هذا وأشار بيده إلى رأسه فوالله ما كذبت ولا كذبت.
فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
فدعا بكوز من ماء فتوضأ فغسل يديه ثلاثا، ثم تمضمض واستنشق ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل ذراعيه ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاثا، ثم قال: أين السائل عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
فقال الرجل: أنا، فقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توضأ فقال أبو مطر: وكأني أنظر إلى الماء يهطل من لحيته على صدره، ثم أتيته وقد ضربه ابن ملجم -لعنه الله تعالى- فسمعته وهو يقول: امشوا بي بين الأمرين، ولا تسرعوا ولا تبطئوا، ولا تغالوا في كفني فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((الكفن سلب سريع إن يكن من أهل الجنة يكفن من الجنة وإن يكن من أهل النار يكفن من النار)).
Страница 97