281

Тайсир аль-Маталиб в Амали Абу Талиб

تيسير المطالب في أمالي أبي طالب

فقال: كيف عرفته؟!

قال: أعرفه بما عرف به نفسه {لم يلد} {ولم يكن له كفوا أحد}[الإخلاص:4] لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، متدان في علوه، عال في دنوه، ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا، قريب غير ملتصق، وبعيد غير متقص، يعرف بالعلامات، ويثبت بالآيات، يوحد ولا يبعض، يحقق ولا يمثل، لا إله إلا هو الكبير المتعال.

وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني، قال: حدثنا إسحاق بن العباس بن محمد بن موسى بن جعفر، قال: حدثني جدي، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه عن جده (عليهم السلام)، قال: لما ضرب أمير المؤمنين علي عليه السلام الضربة التي توفي منها استند إلى اسطوانة المسجد والدماء تسيل على شيبته، وضج الناس في المسجد كهيئة يوم قبض فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فابتدأ خطيبا، فقال بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه:

كل امرئ ملاق ما يفر منه، والأجل تساق إليه النفس، والهرب منه موافاته، كم اطردت الأيام أبحثها، عن مكنون هذا الأمر فأبى الله إلا ستره، وإخفاءه علما مكنونا.

Страница 325