بسم الله الرحمن الرحيم
افتتح المصنِّف ﵀ كتابه بالبسملة، اقتداء بالكتاب العزيز، وعملًا بالحديث: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع"١. رواه الحافظ عبد القادر الرهاوي في (الأربعين) من حديث أبي هريرة مرفوعًا، وأخرجه الخطيب في (الجامع ١٢/١٠) بنحوه.
فإن قلت: هلا جمع المصنف بين البسملة والحمدلة، لِمَا روى ابن ماجه (١٨٩٤)، والبيهقي (٣/٢٠٨) عن أبي هريرة مرفوعًا: " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع" ٢. وفي رواية لأحمد (٨٦٨٦):" لا يفتح بذكر الله فهو أبتر وأقطع " ٣.
قيل: المراد الافتتاح بما يدل على المقصود مِن حمد الله والثناء عليه، لأن الحمد متعين، لأن القدر الذي يجمع ذلك هو ذكر الله وقد حصل بالبسملة.
وأيضا فليس في الحديث ما يدلّ على أنه تتعين كتابتها مع النطق بها، فقد يكون المصنِّف نطق بذلك في نفسه٤.
واتفق العلماء على أن الجار والمجرور متعلق بمحذوف قدّره الكوفيون فعلًا مقدمًا، والتقدير: أبدأ، وقدّره البصريون اسمًا مقدمًا، والتقدير: ابتدائي كائن، أو مستقر. قال: فالجار والمجرور في موضع نصب على الأوّل، وعلى الثّاني في موضع رفع. وذكر ابن كثير أن القولين متقاربان، وكلٌّ قد ورد به القرآن.
_________
١ أبو داود: الأدب (٤٨٤٠)، وابن ماجه: النكاح (١٨٩٤) .
٢ أبو داود: الأدب (٤٨٤٠)، وابن ماجه: النكاح (١٨٩٤) .
٣ أبو داود: الأدب (٤٨٤٠)، وابن ماجه: النكاح (١٨٩٤)، وأحمد (٢/٣٥٩) .
٤ لكن الحمدل قد ثبتت في بعض النّسخ، وعليها شرح صاحب: (فتح المجيد) .
1 / 13