Тавилат
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Жанры
[الأعراف: 172]، أخذت منكم ذلك الكتاب في الميثاق على التوحيد في الربوبية وعلى العبودية بالعبادة لي دون غيري؛ لقوله تعالى:
ألم أعهد إليكم يبني ءادم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم
[يس: 60-61]، أي: هاديا إلى صراط مستقيم التوحيد والعبودية التي لا شرك فيها لغيري، وإلى محبتي للمتقين أي: للمؤمنين الموقنين يدل عليه ما بعده وهو قوله تعالى: { الذين يؤمنون بالغيب } [البقرة: 3]، أي: يوقنون وقد شرط الله تعالى على الهداية بالتقوى قال: { هدى للمتقين } [البقرة: 2]، فالهداية تكون على قدر التقوى والتقوى على ثلاثة أوجه: تقوى العام عن الشرك والكفر والبدع، وتقوى الخاص عن الذنوب والعصيان، وتقوى الأخص عن ملاحظة غير الرحمن، فهداية العام بالإسلام والإيمان، وهداية الخاص بالإيقان والإحسان، وهداية الأخص بكشف الحجب ومشاهدة العيان ليتقي على نفسه بربه، كما قال تعالى:
فاتقوا الله يأولي الألباب
[المائدة: 100].
والمتقون هم الذين أوفوا بعهد الله من ميثاقه ووصلوا بها ما أمر الله به أن يوصل به من مأمورات الشرع ظاهرة وباطنا وانقطعوا عما نهاهم الله عنه من منهيات الشرع ظاهرا وباطنا، يدل على هذا قوله تعالى:
وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم
[البقرة: 40]، إلى قوله
وإيي فاتقون
[البقرة: 41]، معناه إذ أنتم أقررتم بربوبيتي بقولكم { بلى } يوم الميثاق فأوفوا بعهدي الذي عاهدتموني عليه وهو العبودية الخالصة أوف بعهدكم الذي عاهدك عليه: الهداية إلي، وحقيقة التقوى الإعراض عن الدنيا والعقبى بالإقبال على المولى يؤمنون بالغيب؛ أي: بنور غيبتي وهو من الله في قلوبهم نظروا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فشاهد وصدقوا قوله وآمنوا به كما قال صلى الله عليه وسلم:
Неизвестная страница