395

Тавилат

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Жанры

[البقرة: 253]، { ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر } [آل عمران: 176]، إشارة إلى كمال التسليم والرضاء بالقضاء، وما يجري في العالم من الكفار وغيرهم مما يسارع به في الكفر من القتل والنهب والأسر وأمثاله، بحيث لا تحزن على شيء منها { إنهم } [آل عمران: 176]؛ أي: لأنهم { لن يضروا الله شيئا } [آل عمران: 176]، القدرية فإنما تجري عليهم هذه الأفعال الموبقة؛ لأنه { يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة } [آل عمران: 176] من الجنة ونعيمها، ويريد أن يكون { ولهم عذاب عظيم } [آل عمران: 176]، من نار القطيعة وجحيمها ألزم الحجة على القدرية، وإن الخير والشر من الله تعالى بهذه الآية، ثم ألزم الحجة على الجبرية بآية أخرى، وقال تعالى: { إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا } [آل عمران: 177]، أثبت لهم الكسب والاختيار والاشتراء، { ولهم عذاب أليم } [آل عمران: 177]، من فقدان الإيمان ووجدان الكفر بما اشتروا الكفر بالإيمان.

[3.178-180]

ثم أخبر عن إملائهم لابتلائهم بقوله تعالى: { ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم } [آل عمران: 178]، الإشارة في الآيات: إن ازدياد إثم الكفر وتماديه في الكفر من نتائج قهر الله وخذلانه في صورة امتنانه في العصيان والكفران، إنما علا لهم { ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين } [آل عمران: 178]، في الدنيا بالقتل والنهب والأسر والنبي وفي الآخرة بالسلاسل والأغلال

يسحبون في النار على وجوههم

[القمر: 48].

ثم ذكر من نتائج فضل الله وكرمه مع المؤمنين وقال تعالى: { ما كان الله ليذر المؤمنين على مآ أنتم عليه } [آل عمران: 179]، الخطاب مع أهل الخذلان؛ يعني: لا يذر المؤمنين على ما أنتم عليه من الخذلان والكفر، بل يجذبهم بجذبات العناية من حضيض الضلالة إلى ذروة الهداية { حتى يميز الخبيث } [آل عمران: 179]، المخذول المقهور { من الطيب } [آل عمران: 179]، المجذوب المشكور، { وما كان الله ليطلعكم على الغيب } [آل عمران: 179]؛ لتميز المقبول من المردود، والسعيد من الشقي { ولكن الله يجتبي من رسله من يشآء } [آل عمران: 179]، فتطلعون بهم على الغيب أن المجتبي هو المقبول السعيد، { فآمنوا بالله ورسله } [آل عمران: 179]؛ لتكونوا من أهل الاجتباء ، ثم قال تعالى: { وإن تؤمنوا وتتقوا } [آل عمران: 179]، بمجرد صورة الإيمان والإقرار لا تكونون من أهل الاجتباء، بل بحقيقة تقوى الظاهرة والباطن تنالون كرامة الاجتباء، كما قال الله:

إن أكرمكم عند الله أتقاكم

[الحجرات: 13]، { فلكم أجر عظيم } [آل عمران: 179]، على قدر عظيم التقوى، فإن السير إلى المقصد الأعلى والوصول إلى منازل الزلفى لا يكون إلا بقدمي الإيمان والنفي.

ثم أخبر عن البخيل وحاله إذا بخل بقوله تعالى: { ولا يحسبن الذين يبخلون بمآ آتاهم الله من فضله } [آل عمران: 180]، إشارة في الآية: إن البخل إكسير الشقاوة، كما أن السييء إكسير السعادة، فبإكسير البخل يصير الفضل قهرا والسعادة شقاوة، كما قال تعالى: { هو خيرا لهم بل هو شر لهم } [آل عمران: 180]، بإكسير البخل يجعلون حيرته ما أتاهم الله من فضله شرا لهم، ولو أنهم طرحوا على ما هو من فضله من المال إكسير السخاء لجعلوه خيرا لهم، فيصيروه سعادة ولصاروا بها أهل الجنة إذ لا يلج الجنة الشحيح.

ثم عبر عن آفة حب الدنيا والمال بالطواف { سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة } [آل عمران: 180]، وإنما شبهها بالطوق؛ لأنها تحيط بالقالب، ومنها ينشأ معظم الصفات الذميمة مثل: البخل والحرص، والحسد والحقد، والعداوة والكبر، والتعصب وغير ذلك، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:

Неизвестная страница