Тавилат
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Жанры
وكانوا أحق بها وأهلها
[الفتح: 26] وإن تابوتهم الذي كانت سكينتهم فيه تتداوله الأيدي من الأعداء وغيرهم فمرة كان يدنس وتارة كان يغلب عليه فيحمل ويوضع على الصنم أما تابوت قلوب المؤمنين خال بين أربابها وبينها ولم يستودعها ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا وأودعها بين أصبعي جلاله وجماله كما قال صلى الله عليه وسلم:
" قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن "
فشتان بين أمة سكينتهم فيما للأعداء عليهم تسلط وبين أمة سكينتهم فيما ليس للأولياء ولا للأنبياء عليه تسلط وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر "
، وإن كان في تابوتهم رضاض ألواح كتبت عليه التوراة فالله تعالى كتب في قلوبهم الإيمان، وإن كان في ذلك التابوت بعض التوراة موضوعا ففي تابوت قلوبهم هذه الأمة جميع القرآن محفوظا، وإن كان في تابوت بيوت فيها صور الأنبياء ففي تابوت قلوبهم خلوات لا يسع فيها معهم غير الله كما قال تعالى:
" لا تسعني أرضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن "
، فإذا تيسر لطالوت روح الإنساني أن يؤتى تابوت القلوب الرباني فسلم إليه ملك الخلافة وسرير السلطان واستوثق عليه جميع أسباط الإنساني فلا يركن إلى الدنيا الغدارة المكارة بل يتهجر منها ويبرز لقتال جالوت النفس الأمارة { إن في ذلك } [البقرة: 248]، الإشارة { لآية لكم } [البقرة: 248] لنبينها لكم وأعلاما عن أحوالكم: { إن كنتم مؤمنين } [البقرة: 248]، بحقائق القرآن وإشاراته.
[2.249-253]
ثم أخبر عن خروج طالوت لقتال جالوت بقوله تعالى: { فلما فصل طالوت بالجنود } [البقرة: 249]، والإشارة فيها: { إن الله } [البقرة: 249]، تعالى ابتلى الخلق { مبتليكم بنهر } [البقرة: 249]، الدنيا وماء زينتها وما زين للخلق فيها كقوله تعالى:
Неизвестная страница