94

غيره من الثياب فافهموا التأويل يا أولى الألباب فإن لكل شيء أنعم الله عليكم به فى دينكم ظاهرا وباطنا كما قال تعالى:@QUR05 «وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة» ولكل ما نهاكم عنه وحرمه عليكم كذلك ظاهرا وباطنا كما قال تعالى:@QUR04 «وذروا ظاهر الإثم وباطنه» [1] وقال تعالى:@QUR09 إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن [2]. ويتلو هذا القول من كتاب الدعائم:

ذكر التنظف وطهارات الأبدان: قد ذكرنا فيما تقدم آن مثل الطهارة بالماء فى الظاهر من الأنجاس والأوساخ فى الباطن مثل الطهارة بالعلم من المعاصى والذنوب ومثل التنظف فى الباطن مثل التنزه عن ذلك واجتنابه والتوقى منه فالنظيف فى الباطن العفيف الورع عن معاصى الله، والمعاصى فى التأويل أمثالها فى الظاهر الأقذار والأوساخ.

ومن ذلك ما جاء فى أول هذا الباب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال بئس العبد القاذورة يعنى القذر وكذلك هو فى الظاهر والباطن.

ويتلو ذلك قول على صلى الله عليه وسلم ليتهيأ أحدكم لزوجته كما يحب أن تتهيأ زوجته له ظاهره تنظف الرجل وألا تراه زوجته قذرا كما لا يحب هو أن يراها كذلك وباطنه أن يكون المفيد وهو الداعى فمن فوقه من المفيدين ورعا نظيفا من الذنوب والمعاصى ليراه المستفيد منه كذلك فيتأسى به وكما يحب هو أن يكون كذلك المستفيد منه وإلى ذلك يدعوه وبه يأمره فلا ينبغى له أن يكون على خلاف ما يأمر به ويدعو إليه.

ويتلو ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اغسلوا أيدى الصبيان من الغمر فإن الشيطان يشمه، ظاهر ذلك حسن ينبغى فعله لما فيه من التنظف، وباطنه أن مثل الصبيان فى التأويل مثل المستفيدين المحرمين الذين لم يبلغوا حدود الإطلاق لهم فى مفاتحة غيرهم ومثل غسل أيديهم من الغمر مثل تقويمهم والأخذ على أيديهم ألا يوموا إلى شيء مما سمعوه ولا يرمزوا به وهم غير مأذون لهم فى ذلك فيتعلق بذلك منهم من بعد عن أولياء الله تعالى ولم يستجب لدعوتهم وهم فى التأويل أمثال الشياطين

Страница 140