الدعوة حتى يرتضوا حاله ومحنته فيطهروه وإنما قال المغيرة من ذلك ما قال لمن كان من المستجيبين له لأنه كان من كبار الدعاة إلى محمد بن على صلى الله عليه وسلم فغير دعوته وأحدث فيها أحداثا عظيمة فرفضه إمام الزمان صلى الله عليه وسلم وتبرأ منه وأظهر لعنه وتكذيبه ولم تصل إليه يده لمكان استتاره فيعاقبه عقوبة مثله فأصر على ما هو عليه وامتنع من الانصراف عما صرفه عنه وزعم أنه ليس له أن يسكته بعد أن أطلقه وادعى هذا القول عليه الذي نسبه إليه أن الحائض تصلى ليكون ذلك من الظاهر يشهد لما ادعاه لنفسه أنه يجوز له أن يدعو وهو محدث فأخبر صلى الله عليه وسلم عن فساد دعواه وافترائه عليه ما نسبه من كذبه إليه.
ويتلو ذلك ما جاء عن على صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تقرأ الحائض قرآنا ولا تدخل مسجدا ولا تقرب صلاة ولا تجامع حتى تطهر، تأويله أن المستجيب إذا أحدث حدثا فى دينه لم تصح له ولاية حتى يتطهر من ذلك وقراءة القرآن مثلها مثل ولاية إمام الزمان وقوله ولا تدخل مسجدا ولا تقرب صلاة ولا تجامع حتى تتطهر وقد شرح فيما تقدم.
ويتلو ذلك ما جاء عن الصادق صلى الله عليه وسلم من قوله إذا حاضت المعتكفة خرجت من المسجد حتى تطهر، تأويله أن الاعتكاف فى ظاهر اللغة هو المقام بالمكان قال تعالى:@QUR03 «سواء العاكف فيه» يعنى المقيم به «والباد» يعنى الذي ليس من أهل المقام به، والاعتكاف بالمسجد هو المقام به كما يقيم المعتكف وسيأتى ذكر ذلك بتمامه فى مكانه إن شاء الله تعالى والمسجد مثله مثل المفيد والعاكفون فيه أمثالهم فى الباطن أمثال المستجيبين المقبلين عليه الملازمين له كلزوم المعتكفين فى الظاهر المساجد إذا اعتكفوا فيها فمن أحدث منهم حدثا فى دينه لم يجز له لزوم المفيد ولا السماع منه وعليه أن يعتزله وأن ينهى إليه ما ابتلى به ويتوب منه ويقلع عنه ولا يعود إلى ما كان عليه من ملازمته مجلسه ومفاوضته فى الباطن حتى يطهره وكذلك يجب ذلك على المفيد كما ذكرنا إذا اطلع على مثل ذلك منه أن يقصيه ولا يفاوضه حتى يطهره.
ويتلو ذلك قول الصادق صلى الله عليه وسلم: إذا طهرت المرأة من حيضها فى وقت صلاة فضيعت الغسل كان عليها قضاء تلك الصلاة، تأويله أن المقترف إذا تاب وانتصل مما اقترفه ولم يتطهر من ذلك بالعلم كما وصفنا كان عليه أن يتطهر وأن
Страница 166