112

إن شاء الله تعالى والذبح مثله فى التأويل مثل أخذ العهد على جميعهم والميت من كل ذلك مثله فى التأويل مثل من كفر بعد إيمانه إذا مات من غير ذكاة ومثله إذا اعتل مثل من دخلت عليه علة فى دينه فإن أدركت ذكاته قبل أن يموت كان فى التأويل مثله مثل من تداركه مفيد فاستنقذه مما أصابه وأخذ عليه وإن لم يدرك ذكاته كان مثله مثل من كفر بعد إيمانه وانسلخ من دينه ومثل ما لا يحل أكله وإن ذكى مثل الكافر والمنافق وسيأتى تفسير ضروب ذلك، وكل ما يحرم أكله من الحيوان لا يجوز أن يذكى ليؤكل وكذلك المشركون والكفار لا يجوز أن يؤخذ العهد عليهم إلا بعد أن يسلموا ويدخلوا فى حكم الشريعة ومن الحيوان ما يكون أمثالهم أمثال المنافقين وهم المعز البادية عوراتها كما أبدى المنافقون كذلك عورات دينهم لا تجز شعورها كما تجز أصواف الضأن التى أمثالها أمثال المؤمنين فينتفع بها وهم أحياء ويحل لباسها والصلاة فيها ويحل سائرها من لحومها وجلودها وعظامها وغير ذلك منها وتطهر إذا هى ذكيت ومثل ذلك مثل توبة المنافقين وأخذ العهد عليهم فأهل الحق طيب وطاهر ظاهرهم وباطنهم تجرى عليه الدعوة التى مثلها فى الباطن مثل الصلاة وما كان من ذلك من أهل الباطن فهو نجس كله لا يدعى إليه ولا يؤمر به ولا يحرم النظر فيه ولا جمعه ولا سماعه على من يحتج به على أهل الباطل ويبين به عوراتهم ويبينه لإخوانه المؤمنين لتقوى بصائرهم فذلك مثله مثل الاستماع والاستمتاع بما يكون مما لا يحل أكله من الميتة وغيرها فإن جمع ذلك من يجمعه وطلبه من يطلبه ليعتقده أو لأن يعمل به كان ذلك محرما عليه وذلك فى الظاهر بمنزلة من انتفع من الميتة ومما لا يؤكل لحمه بما يرى أنه طاهر حلال له ومن هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنذكره فى هذا الباب لا ينتفع من الميتة بإهاب ولا عظم ولا عصب يعنى أن مثل ذلك فى الباطن والظاهر لا ينتفع به من اعتقد أنه حلال بل يضره ذلك بما يدخل من أجله عليه من الفساد فى دينه.

ويتلو ذلك ما جاء منه نصا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الصلاة بجلود الميتة وإن دبغت، تأويله أنه لا يدخل المؤمن المستجيب فى دعوة الحق بشيء من ظاهر أهل الباطل وإن أحيل عن صفته القبيحة وغير ليلبس به الحق كما يكون ذلك فى الجلد فى الظاهر إذا دبغ وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: الميتة نجسة وإن دبغت، يعنى أن الكافر نجس وإن هو تحلى أو حلى بالإيمان وادعاه وفى

Страница 158