Таухид и утешение глаз монотеистов

Абд ар-Рахман ибн Хасан аш-Шейх d. 1285 AH
163

Таухид и утешение глаз монотеистов

كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين

Исследователь

بشير محمد عيون

Издатель

مكتبة المؤيد،الطائف،المملكة العربية السعودية/ مكتبة دار البيان،دمشق

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١١هـ/١٩٩٠م

Место издания

الجمهورية العربية السورية

إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " ١ أخرجاه. و"لهما" عنه قال: قال رسول الله:صلي الله عليه وسلم " ثلاث من كن فيه وجد بهن .................................................................................................... قوله: "ولهما عنه " أي البخاري ومسلم عن أنس - قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم الحديث. قوله: "ثلاث " أي خصال، - قال شيخ الإسلام: أخبر النبي صلي الله عليه وسلم أن هذه الثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان؛ لأن وجود الحلاوة للشيء يتبع المحبة له، فمن أحب شيئا واشتهاه إذا حصل له مراده فإنه يجد الحلاوة واللذة والسرور بذلك، واللذة أمر يحصل عقيب إدراك الملائم الذي هو المحبوب أو المشتهى. قال: فحلاوة الإيمان المتضمنة للذة والفرح تتبع كمال محبة العبد لله وذلك بثلاثة أمور: تكميل هذه المحبة وتفريغها ودفع ضدها، فتكميلها أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما؛ فإن محبة الله ورسوله لا يكتفى فيها بأصل الحب، بل لا بد أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما. "قلت ": ومن لازم محبة الله محبة أنبيائه ورسله وملائكته وكتبه والصالحين من

١ البخاري رقم ١٥ في الإيمان: باب حب الرسول – ﷺ من الإيمان ومسلم رقم ٤٤ في الإيمان: باب وجوب محبة الرسول ﷺ أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجععين، والنسائي ٨/ ١١٤- ١١٥ في الإيمان: باب علامة الإيمان، وابن ماجه رقم (٦٧) في المقدمة: باب في الإيمان، والدارمي رقم (٢٧٤٤) في الرقاق: باب رقم ٢٩ ٠ قال القرطبي: "كل من آمن بالنبي ﷺ إيمانا صحيحا لا يخلو عن وجدان شيء من تلك المحبة الراجحة، غير أنهم متفاوتون، فمنهم من أخذ من تلك المرتبة بالحظ الأوفى، ومنهم من أخذ منها بالحط الأدنى، كمن كان مستغرقا في الشهوات محجوبا في الغفلات في أكثر الآوقات، لكن الكثير منهم إذا ذكر النبي ﷺ اشتاق إلى رؤيته، بحيث يؤثرها على أهله وولده ووالده، ويبذل نفسه في الأمور الخطيرة، ويجد غير ذلك من نفسه وجدانا لا تردد فيه، وشوهد من هذا الجنس من يؤثر زيارة قبره ورؤية مواضع آثاره على جميع ما ذكر، لما وقر في قلوبهم من محبته، غير أن ذلك سريع الزوال بتوالي الغفلات، والله المستعان". انتهى ملخصا. (الفتح ١/ ٦٠) . قوله: "لا يؤمن" قال العلماء ﵏: معناه لا يؤمن الإيمان التام، وإلا فأصل الإيمان يحصل لمن لم يكن بهذه الصفة. قال ابن بطال والقاضي عياض وغيرهما: المحبة ثلاثة أقسام: محبة إجلال وإعظام كمحبة الوالد، ومحبة شفقة ورحمة كمحبة الولد، ومحبة مشاكلة واستحسان كمحبة سائر الناس، فجمع ﷺ أصنات المحبة في محبته.

1 / 163