45

Таухид Ли Ллах

التوحيد لله عز وجل لعبد الغني بن عبد الواحد المقدسي

Исследователь

مصعب بن عطا الله الحايك

Издатель

دار المسلم للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Место издания

الرياض

أبو الأشهب السائح، قال: " رأيت غلاما جميلا بين الثعلبية والخزيمية قائما يصلي عند بعض الأميال، وما معه أحد قد انقطع عن الناس، فانتظرته حتى قضى صلاته، قال: قلت له: أما معك مؤنس؟ قال: بلى. قلت: وأين هو؟ قال: أمامي ومعي وخلفي وعن يميني وعن يميني وفوقي. فعلمت أن عنده معرفة، قلت: أما معك زاد؟ قال: بلى. قلت: وأين هو؟ قال: الإخلاص لله ﷿، والتوحيد له، والإقرار بنبيه ﷺ، وإيمان صادق، وتوكل واثق. قلت: هل لك في مرافقتي؟ قال: الرفيق يشغل عن الله ﷿، ولا أحب أن أرافق أحدا، فأشتغل بِهِ طرفة عين، فيقطعني عن بعض ما أنا عليه. قلت: أما تستوحش في هذه البراري وحدك؟ قال: إن الأنس بالله ﷿ قطعني عن كل وحشة، حتى لو كنت مع السباع لا أخافها، ولا استوحشت منها. قلت: فمن أين تأكل؟ قال: الذي غذاني في ظلمة الأرحام صغيرا، قد تكفل لي برزقي كبيرا. قلت: على ذلك، قال: لي حد معلوم، ووقت مفهوم، وإذا احتجت إلى الطعام، أصبته في أي موضع كنت، وقد علم ما يصلحني، وهو غير غافل عني، قلت:

1 / 76