Тауфик ар-Рабб аль-Муним би-Шарх Сахих аль-Имам Муслим

Абдул Азиз бин Абдуллах Аль Раджи d. Unknown
121

Тауфик ар-Рабб аль-Муним би-Шарх Сахих аль-Имам Муслим

توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم

Издатель

مركز عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Жанры

﵁ من خواص النبي ﷺ، وممن ناصره، ومنه الحواريون أصحاب عيسى ﵊، قال تعالى: ﴿إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم﴾. وقوله: «خُلُوفٌ»، أي: عقب فاسد، يقول تعالى: ﴿فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات﴾، فالخَلْف بإسكان اللام: العقِب الفاسد، وأما الخلَف بفتحها: فهو العقب الصالح (^١). وقوله: «ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ، يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ»، أي: تخالف أقوالُهم أفعالَهم، ويفعلون ما لم يأمرهم الله تعالى به، ولا رسوله ﵊؛ لانحرافهم، فهم عصاة يجب الإنكار عليهم، كما قال النبي ﷺ: «فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ». وفيه: دليل على أن إنكار المنكر نوع من الجهاد، فقد سمى النبي ﷺ إنكار المنكر جهادًا، وإنما يكون الجهاد باليد، ويكون الجهاد باللسان، ويكون الجهاد بالقلب، وأعلى مراتب الجهاد قتال أعداء الله في سبيل الله بالسيف، وكل ما يقوم مقامه من آلات الحرب في العصر الحديث.

(^١) النهاية، لابن الأثير (٢/ ٦٩)، لسان العرب، لابن منظور (١٤/ ٢٢٩).

1 / 127