190

توفيق الرحمن في دروس القرآن

توفيق الرحمن في دروس القرآن

Исследователь

عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل محمد

Издатель

دار العاصمة،المملكة العربية السعودية - الرياض،دار العليان للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

Место издания

القصيم - بريدة

Жанры

والمرض وفي القتال، ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا﴾ في إيمانهم، ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ بتركهم المحارم وفعلهم الطاعات. قوله: ﴿وَالصَّابِرِينَ﴾ . قال أبو عبيدة: نصبها على تطاول الكلام ومن شأن العرب أن تغير الإعراب إذا طال الكلام، ومثله في سورة النساء: ﴿وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ﴾، وفي سورة المائدة: ﴿وَالصَّابِؤُونَ﴾ . وقال الخليل: نصب على المدح. وعن علي ﵁ قال: (كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله ﷺ، فما يكون أحد منا أقرب إلى العدو منه، يعني: إذا اشتد الحرب) . قوله ﷿: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٧٨) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٧٩)﴾ . قال الشعبي وغيره: نزلت هذه الآية في حيين من أحياء العرب، اقتتلوا في الجاهلية قبيل الإسلام بقليل، وكانت بينهما قتلى وجراحات، لم يأخذها بعضهم من بعض، حتى جاء الإسلام، وكان لأحد الحيين على الآخر طول في الكثرة والشرف، وكانوا ينكحون نساءهم بغير مهور، فأقسموا: لنقتلن بالعبد منا الحر منهم، وبالمرأة منا الرجل ... منهم، وبالرجل منا الرجلين منهم، وجعلوا جراحاتهم ضعفي جراحات أولئك، فرفعوا أمرهم إلى النبي ﷺ، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وأمر بالمساواة، فرضوا وأسلموا. وقوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى﴾، أي: فرض عليكم

1 / 239