185

Тавдих Макасид

توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم

Редактор

زهير الشاويش

Издатель

المكتب الإسلامي

Номер издания

الثالثة

Год публикации

١٤٠٦

Место издания

بيروت

.. بل مِنْهُم من قد رأى تشبيهه
بِالروحِ دَاخل هَذِه الْأَبدَان ... مَا فيهم من قَالَ لَيْسَ بداخل
أَو خَارج عَن جملَة الأكوان ... لكِنهمْ حاموا على هَذَا وَلم
يتجاسروا من عَسْكَر الْإِيمَان ... وَعَلَيْهِم رد الْأَئِمَّة أَحْمد
وصحابه من كل ذِي عرفان ... فهم الْخُصُوم لكل صَاحب سنة
وهم الْخُصُوم لمنزل الْقُرْآن ... وَلَهُم مقالات ذكرت أُصُولهَا
لما ذكرت الجهم فِي الاوزان ...
أَقُول هَذَا الَّذِي ذكره النَّاظِم هُوَ قَول النجارية وَهُوَ أَن الله تَعَالَى بِذَاتِهِ فِي كل مَكَان وَأما الْجَهْمِية الفحول فهم يَقُولُونَ إِنَّه تَعَالَى لَا دَاخل الْعَالم وَلَا خَارجه وَلِهَذَا قَالَ النَّاظِم وَعَلَيْهِم رد الْأَئِمَّة أَحْمد الخ أَي أَن كَلَام الإِمَام أَحْمد وَأَصْحَابه إِنَّمَا هُوَ فِي الرَّد على الْقَائِلين بِأَن الله فِي كل مَكَان
قَالَ شيخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِية فِي كتاب (الْإِيمَان (كَلَام السّلف كَانَ فِيمَا يظْهر لَهُم ويصل إِلَيْهِم من كَلَام أهل الْبدع كَمَا تجدهم فِي الْجَهْمِية إِنَّمَا يحكون عَنْهُم أَن الله فِي كل مَكَان وَهَذَا قَول طَائِفَة مِنْهُم كالنجارية ٢ وَهُوَ قَول عوامهم وعبادهم وَأما جُمْهُور نظارهم من الْجَهْمِية والمعتزلة والضرارية وَغَيرهم فَإِنَّمَا يَقُولُونَ هَؤُلَاءِ دَاخل الْعَالم وَلَا خَارجه وَلَا هُوَ فَوق الْعَالم انْتهى
قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

1 / 186