139

Тавдих Макасид

توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم

Исследователь

زهير الشاويش

Издатель

المكتب الإسلامي

Номер издания

الثالثة

Год публикации

١٤٠٦

Место издания

بيروت

النَّصَارَى إِنَّمَا كفرُوا لأَنهم خصصوا وَأَن عباد الْأَصْنَام مَا أخطؤوا إِلَّا من حَيْثُ اقتصارهم على عبَادَة بعض الْمظَاهر والعارف يعبد كل شيئ وَالله أَيْضا يعبد كل شيئ لِأَن الْأَشْيَاء غذاؤه بالأسماء والاحكام وَهُوَ غذاؤها بالوجود وَهُوَ فَقير إِلَيْهَا وَهِي فقيرة إِلَيْهِ وَهُوَ خَلِيل كل شيئ بهذاالمعنى ويجعلون أسم الله الْحسنى هِيَ مُجَرّد نِسْبَة وَإِضَافَة بَين الْوُجُود والثبوت وَلَيْسَت إِلَّا أُمُور عدمية وَيَقُولُونَ من أَسْمَائِهِ الْحسنى (الْعلي) عَن مَاذَا وَمَا ثمَّ إِلَّا هُوَ وعَلى مَاذَا وَمَا ثمَّ غَيره فالمسمى محدثات هِيَ الْعلية لذاتها وَلَيْسَت إِلَّا هُوَ وَمَا نكح إِلَّا نَفسه وَمَا ذبح سوى نَفسه والمتكلم هُوَ عين المستمع وَأَن مُوسَى إِنَّمَا عتب على هَارُون حَيْثُ نَهَاهُم عَن عبَادَة الْعجل لضيقة وَعدم اتساعه وَإِن مُوسَى كَانَ أوسع فِي الْعلم فَعلم أَنهم لم يعبدوا إِلَّا الله وَأَن أَعلَى مَا عبد الْهوى وَأَن كل من اتخذ إلهه هَوَاهُ فَمَا عبد إِلَّا الله وَفرْعَوْن كَانَ عِنْدهم من أعظم العارفين وَقد صدقه السَّحَرَة فِي قَوْله ﴿أَنا ربكُم الْأَعْلَى﴾ النازعات ٢٤ وَفِي قَوْله ﴿مَا علمت لكم من إِلَه غَيْرِي﴾ الْقَصَص ٣٨ وَكنت أخاطب بكشف أَمرهم لبَعض الْفُضَلَاء وَأَقُول إِن حَقِيقَة أَمرهم هُوَ حَقِيقَة قَول فِرْعَوْن الْمُنكر لوُجُود الصَّانِع حَتَّى حَدثنِي بعض الثِّقَات عَن كثير من كبرائهم أَنهم يعترفون وَيَقُولُونَ نَحن على قَول فِرْعَوْن وَهَذِه الْمعَانِي كلهَا هِيَ قَول صَاحب (الفصوص (وَالله تَعَالَى أعلم بِمَا مَاتَ الرجل عَلَيْهِ وَالله يغْفر لجَمِيع الْمُسلمين وَالْمُسلمَات وَالْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات الْأَحْيَاء مِنْهُ والأموات رَبنَا اغْفِر لنا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذين سبقُونَا بِالْإِيمَان وَلَا تجْعَل فِي قُلُوبنَا غلا للَّذين آمنُوا رَبنَا إِنَّك رؤوف رَحِيم
وَالْمَقْصُود أَن هَذَا حَقِيقَة مَا تضمنه كتاب (الفصوص (الْمُضَاف إِلَى النَّبِي ﷺ أَنه جَاءَ بِهِ وَهُوَ مَا إِذا فهمه الْمُسلم علم بالاضطرار أَن جَمِيع

1 / 140