Покаяние - дело всей жизни
التوبة وظيفة العمر
Жанры
هذا ولعظم هذه الجريمة أجمع الصحابة_رضي الله عنهم_على قتل مرتكبها، ولكنهم اختلفوا في كيفية قتله؛ فمنهم من قال: يقتل بالسيف، ومنهم من قال: يحرق بالنار، ومنهم من قال: ينظر أعلى بناء في القرية فيرمى اللوطي منها منكسا ثم يتبع بالحجارة(230).
قال الشيخ العلامة د. بكر أبو زيد: =وأما صفة القتل فإن الذي يظهر لي_أيضا والله أعلم_هو أن هذا عائد إلى رأي الإمام من القتل بالسيف، أو رجما بالحجارة، ونحو ذلك حسب مصلحة الردع والزجر، والله أعلم+(231).
وهذا الحكم يشمل الفاعل والمفعول به سواء كانا بكرين، أو ثيبين عند جمهور العلماء(232).
ودليل هذا القول قوله": =من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل، والمفعول به+(233).
قال الشيخ بكر أبو زيد تعليقا على هذا الحديث: =ووجه الدلالة من هذا الحديث نصية على قتل الفاعل والمفعول به، وليس فيه تفصيل لمن أحصن أو لم يحصن؛ فدل بعمومه على قتله مطلقا+(234).
=كيفية التوبة من اللواط+:
لعظم هذه الجريمة المنكرة قال بعض العلماء: لا توبة للوطي، ولا يدخل الجنة؛ فهو جدير ألا يوفق، وأن يحال بينه وبينه، وكلما عمل خيرا قيض الله له ما يفسده عقوبة له؛ فلا يوفق لعلم نافع، ولا عمل صالح، ولا توبة نصوح(235).
والصحيح في هذه المسألة أن للوطي توبة إذا تاب؛ فإن الله يغفر الذنوب جميعا، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
قال ابن القيم×بعد أن ذكر الخلاف في توبة اللوطي: =والتحقيق في المسألة أن يقال: إذا تاب المبتلى بهذا البلاء، وأناب، ورزق توبة نصوحا، وعملا صالحا، وكان في كبره خيرا منه في صغره، وبدل سيئاته حسنات، وغسل عار ذلك عنه بأنواع الطاعات والقربات، وغض بصره، وحفظ فرجه عن المحرمات، وصدق الله في معاملته_فهذا مغفور له، وهو من أهل الجنة؛ فإن الله يغفر الذنوب جميعا.
Страница 88