96

قال: إذن ابحثوا إذا شئتم ولا تسألوا.

قال لنور الدين بعد أن بحثوا في كل ركن بالبيت: لم نجد زوجتك هنا. وحتى الكلب البوليسي لم يجد لها أثرا، وكل مباني المكان ... حتى المراحيض دخلناها، فصرخ مندهشا: أين إذن سهير؟

خرجت أنا من قطية المحراب وهي لصق العرديبة ويفتح بابها مباشرة على مجلس نور الدين، فصاح في: أين اختبأت سهير؟

ونظرت إليه نظرة معناها في السماء، وعدت للحجرة حيث المختار بالمحراب، أيضا قام الشرطيون بالبحث عنك في أنحاء المحراب كلها بين أشجار الحديقة، عند المزرعة، سألوا أشجار الطلح والهشاب الجافة ذات الأفرع الرمادية المحروقة بأشعة الشمس المحروقة بالعطش، سألوا الأرض، النهر، الأغنام السوداء التي ترعى على سور المزرعة، أوراق اليوسفي والبرتقال الجافة المتساقطة، سألوا الريح. وكان نور الدين زوجك يؤكد لهم بأنك موجودة في مكان ما، وكنت والمختار داخل المحراب نقرأ بابيلو نيرودا.

الغريب

قالت نوار سعد ...

قالت نوار سعد في إحدى جلسات تبادل التجارب: منذ اللحظة التي دخلت بيت مايازوكوف أحسست أنه باستطاعتي البقاء بهذا البلد، بلادي كيف خلق مايا العزيز هذا الإحساس بالمواطنة في، وأنا التي لا أعترف بالوطنية، وهو الغريب عن الدار؟ كيف هيأ لنا الدار؟ كان مايا دائما ما يردد: إن الإنسان هو الرب الوحيد، الرب الواحد الخالق لظرفه الموضوعي، وباستطاعة الفرد الواعي أن يشيد من قنطور للنمل قصورا للملوك، فقط عليه أن يعي حقيقة أنه ملك، وأنه في حاجة إلى قنطور من النمل.

وعندما كنت أؤكد له رداءة واقع البلاد الكبيرة، وأنه لا قيمة لإنسان بها، كان يضحك قائلا: فقط ينقصك الانتباه، انتبهي وستجدي قنطورك الذي هو قصرك.

ولأنه كان منتبها، ولأنه دائما ما يجد قنطوره استطاع أن يخلق الظرف الموضوعي الذي يبقيه هنا، وببقائه بدأ الإحساس بالغربة في يزول تدريجيا، وأحسست أن حياتي بدأت تأخذ مجراها الفني وعشت حياة راقية - في نظري - متحضرة في واقع متخلف رديء.

مع مايازوكوف الهم ... هم كوني، والمأساة عالمية، والفرحة لها طابع عام وممتد، والحب ... أسطورة، كنت معه أحس أن هناك من يفهمني، لا يعني إذا رفضت الطعام أنني أعاني من عسر في الهضم، أو أن الطعام لا يعجبني، أو لا شهية لي. وحينما أتحدث عن فاسيلي كاندنسكي لا يعني أنني أكره جويا ومايكل أنجلو، أو لا أهتم بالزرافة المحترقة. وحينما أتشهى شخص ما، لا يعني هذا أنني داعرة، أو امرأة لعوب، أو سيدة في شبق عابر، لا؛ ولكني أعبر عن رغبة جنسية إنسانية عميقة في الجسد.

Неизвестная страница