النهاية
وجدت نفسي وحيدة ...
وحدي فقط بالمحراب الصامت الكئيب ووحدي.
أحسست فجأة برهبة عميقة وأنا أبحلق في التراب المتكوم قرب شجرة أمام المحراب؛ بدا الأمر وكأنه حلم، وكأنه كذبة، وكأنه عبث، أو كابوس مرعب. حالما أستيقظ سأجد المختار يرتل القرآن بالمحراب، أو ...
يقرأ الشعر، يفسر لي الحلم، أو يقبلني هامسا ...
اللهم اجعله خيرا.
كانت الريح الغربية تراقص الدومات الباسقات وعليها أطيار الكلج كلج تنشد نشيدا صاخبا. أطيار الكلج كلج الرمادية ذات الرءوس السوداء.
الجو المطري المنعش، يحاول عبثا بث الفرحة في، قليل من الفرحة، ولكني كنت أبكي بلا دموع؛ نضبت بحيرات العين وأصبح بكائي جافا كالصرير ناشفا ومرا يخرج من الصدر كما تتدحرج الحجارة من عل، كالرعد.
حينما شعرت بخطى تقترب مني، خطى ثقيلة وواثقة، وعندما سمعت الصوت تبينته وعرفته ، فهتفت فيه: ماذا تريد؟ قال بصوت مبحوح: عرفت من أحدهم كان بالباص أن المختار قد مات. - وماذا تريد أنت؟
صمت لزمن طويل، خيل إلي أنه دهر من الحجارة الملساء الكبيرة تهطل على صدري فتطحنني طحنا طويلا باردا، ثقيلا كالاحتضار، ثم قال: لا شيء. لا شيء. الدوام لله وحده.
Неизвестная страница