153

Татриз Рияд ас-Салихин

تطريز رياض الصالحين

Исследователь

د. عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل حمد

Издатель

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

1423 AH

Место издания

الرياض

وفيها: تنبيه على أنَّ ذلك خلاف العقل. وَقالَ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف (٢، ٣)] . المقت: أشد البغض. وَقالَ تَعَالَى إخبارًا عن شعيب ﷺ: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ﴾ [هود (٨٨)] . أي: ما أريد أن أنهاكم عن شيء ثم أرتكبه. قال الشاعر: لا تَنْه عن خُلُقٍ وتأتيَ مثله ...؟؟ ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيما ...؟؟؟ [١٩٨] وعن أَبي زيد أسامة بن زيد بن حارثة ﵄، قَالَ: سمعت رَسُول الله ﷺ يقول: «يُؤْتَى بالرَّجُلِ يَوْمَ القيَامَةِ فَيُلْقَى في النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أقْتَابُ بَطْنِهِ فَيدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ في الرَّحَى، فَيَجْتَمِعُ إِلَيْه أهْلُ النَّارِ، فَيَقُولُونَ: يَا فُلانُ، مَا لَكَ؟ أَلَمْ تَكُ تَأمُرُ بالمعْرُوفِ وَتنهَى عَنِ المُنْكَرِ؟ فَيقُولُ: بَلَى، كُنْتُ آمُرُ بِالمَعْرُوفِ وَلا آتِيهِ، وأنْهَى عَنِ المُنْكَرِ وَآتِيهِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. قوله: «تَنْدلِقُ» هُوَ بالدالِ المهملةِ، ومعناه تَخرُجُ. وَ«الأَقْتَابُ»: الأمعاءُ، واحدها قِتْبٌ. في هذا الحديث: وعيدٌ شديد لمن خالف قوله فعله، وأنَّ العذاب يُشَدَّدُ على العالِم إذا عصى أعظم من غيره، كما يضاعف له الأجر إذا عمل بعلمه.

1 / 156