[أبو السرايا ومواقفه مع صاحب الترجمة]
قال نصر بن مزاحم: حدثني الحسن بن خلف قال: كنت ممن شخص مع محمد عليه السلام إلى نصر بن شبيب، فلما بلغنا في رجعتنا إلى غانات، قال: إن بهذه الناحية رجلا أعرابي المنشأ علوي الرأي صادق النية في محبتنا أهل البيت المعروف بأبي السرايا، فالتمسوه لي لعلنا نستعين به على بعض أمرنا، ونكثر به جماعتنا، فخرجنا في طلبه فما وجدنا أحدا من أهل تلك الناحية يعرفه، ولايخبر بخبره، فلما أردنا الانصراف لقينا رجل من أنباط تلك الناحية فسألناه عنه، فقال: أما الرجل الذي تطلبونه فلا أعرفه، ولكن في هذه القرية؛ وأومأ بيده إلى بعض قرى غانات أعرابي يعلف أفرسا له، فأتوه لعلكم تجدون عنده علما من صاحبكم.
قال: فأتيناه وهو في قصر من قصور القرية وبين يديه مرآة ودواء وهو ينظر في المرآة ويداوي جراحة به في وجهه، فلما رآنا أنكرنا حتى عرفنا في وجهه التغير والغضب، فسلمنا فرد جواب سلامنا، ثم قال: من أنتم؟
قلنا: بعض أبناء السبيل، انتجونا ابن عم لنا فخفي علينا موضعه، فرجونا أن تكون عارفا به وبمكانه.
قال: ومن هو ابن عمكم؟
قلنا: أبو السرايا السري بن منصور الشيباني.
قال: هل تعرفونه إن رأيتموه؟
قلنا: نعرف النسب وننكر الرؤية.
قال: فأنا هو.
فأكبينا عليه وصافحناه وعانقناه، ثم قلنا: إن في السفر معنا بعض من تحب لقاءه وترغب في السلام عليه، فهل يخف عليك النهوض معنا إليه؟
قال: ومن هو؟
قلنا: بعض أهل بيت نبيك صلى الله عليه وآله وسلم وولاة دينك.
فقال: الحمد لله رب العالمين، والله ما انفككت داعيا إلى الله «أن» يريني بعض ولد نبيه، فأبذل نفسي له وأموت تحت ركابه.
قلنا: من تحب أن ترى منهم؟
فقال: محمد بن إبراهيم فإنه وصف لي برأي ودين، فإني كنت كاتبته ودعوته إلى الذب عن دينه وطلب وراثة جده.
Страница 466