[علمه وزهده وبعض فضائله]
فلم يزل كذلك عمره أجمع، صابرا في الله، داعيا إلى إحياء دين الله مجتهدا، مكدودا متغيبا من الظلمة، وهم يطلبونه ولا يفترون عنه، أعلم رجل كان في زمانه، وأفقههم، وأزهدهم، وأحلمهم.
ومن أصحابه الفضلاء، ومن لاينوط الكوفيون به أحدا الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي عم يحيى بن عمر الخارج بالكوفة، وله من الروايات، والتصانيف والنقلة عنه ما يكثر عن الإحصاء.
[59] حدثنا أبوالعباس الحسني قال: حدثنا محمد بن بلال عن محمد بن عبد العزيز بن الوليد قال: سألت الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي عليهم السلام عن أبي محمد القاسم بن إبراهيم عليه السلام، فقال: سيدنا وكبيرنا، والمنظورإليه من أهلنا، وما في زماننا هذا أعلم منه، ولقد سمعته يقول: قد قرأت القرآن والتوراة والإنجيل والزبور، وما علمي بتأويلها دون علمي بتنزيلها، ثم قال: لو سألت أهل الأرض من علماء أهل البيت؟ لقالوا فيه: مثل قولي، قيل له: فأحمد بن عيسى بن زيد؟ فقال: أحمد بن عيسى من أفضلنا، والقاسم إمام.
[60] حدثني أبو العباس الحسني قال: حدثني جدي الحسن بن علي بن إبراهيم قال: حدثني أبو عبد الله الفارسي، قال: دخلنا مع القاسم بن إبراهيم عليه السلام حين اشتد به الطلب - أظنه قال: أوائل بلد مصر - فانتهى بنا إلى ناحية فيها خان، واكترى خمس حجر ملتزقات، فقلت له: جعلت فداك يابن رسول الله نحن في عوز من النفقة، وتجزينا بعض جحرة، ففرغ حجرتين عن يمينه، وأخروين عن يساره، ونزلنا معه في الوسطى منهن، فقال: هو أوقى لنا من مجاورة فاجر، وسماع منكر.
Страница 504