[خروجه (ع)]
[55] [أخبرنا أبو العباس الحسني قال: أخبرنا] علي بن الحسين بن شقير الكوفي بالكوفة، في شعبان سنة ست وخمسين وثلاثمائة، قال: حدثني محمد بن منصور المرادي بالكوفة، سنة تسعين ومائتين، قال: كنت في منزلي بالكوفة سنة عشرين ومائتين كئيبا حزينا لما فيه آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما فيه شيعتهم، حتى استأذن علي أبو عبد الله أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام فاستقبلته، وأدخلته منزلي، ورحبت به، وسرتني سلامته من البصرة، ثم ما شعرت بشيء وأنا في الحديث معه والتوجع لما فيه أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى استأذن إلي أبو محمد القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل الرسي عليه السلام فاستقبلته وأدخلته، ورحبت به، وسررت بسلامته من الحجاز، وجعلنا نتحدث، ونذكر ما فيه الناس من الظلم والتعدي، وما تغلب عليه الجائرون، حتى استأذن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن عليه السلام فغدوت فاستقبلته، وأدخلته الدار، وهنأت له بسلامته، وقدومه من الشام سالما؛ لأنه كان بجبل لكام ؛ وأقبل عليه أحمد بن عيسى والقاسم بن إبراهيم يسألانه عن حاله وأمره.
قال: ورآهم أبو محمد الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد عليهم السلام فجاءنا ودق علينا الباب فقمت ففتحت له فسلم على القوم ودعالهم بالسلامة، وقال: الحمد لله الذي جمعنا وإياكم في دار ولي من أوليائنا.
قال محمد بن منصور: وهؤلاء هم الذين كان يشار إليهم ويفزع السلطان منهم، وقد امتنعوا عن الحضور عندهم وفي مجالسهم، وأخذ عطاياهم.
قال محمد بن منصور: فورد علي من السرور ما لا أحسن أن أصفه، ودهشت وأردت أن أخرج فآخذ ما يأكلون، فقالوا: إلى أين تمضي زرناك وتتركنا وتخرج؟
فقلت: يا سادتي، آخذ لكم ما يصلح من المأكول.
فقالوا: وما عندك شيء؟.
قلت: بلى، ولكن أستزيد.
قالوا: وما عندك؟
فقلت: عندي خبز وملح ولبن وتمر «سابري» .
Страница 497