٣٣ - باب ما جاء فيه لغتان استعمل العامة أفصحهما
يضم المتفصحون السين من السم والشين من الشهد ويقولون في المثل المستعمل: وهل يؤكل الشهد إلا بسم.
والفتح فيهما أفصح كما تقول العامة. وفي الحديث عن النبي ﷺ إذا وقع الذباب في الطعام وروى في الشراب فامقلوه، فإن في أحد جناحيه سما وفي الآخر شفاء، وإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء. هكذا الرواية سما بفتح السين، قال أبو عبيد: قوله: فامقلوه يعني: فاغمسوه، والمقل: الغمس.
وكذلك يقولون: الشمع، والصمغ، والفحم، والشعر، والبعر، بالإسكان.
والفتح فيهن جمع أفصح.
ويقولون ما دلالتك علي، بكسر الدال. والدلالة، بفتحها كما تقول العامة أفصح. وقد فرق قوم بينهما، فقالوا: دليل من أدلة العلم بين الدلالة، بالفتح، إذا كان واضحا. ودلال، أي سمسار، بين الدلالة بالكسر، جعلوه من الصناعات. وكذلك دليل الطريق، بين الدلالة، بالكسر، أيضا.
ويقولون: بغداذ، بالذال المعجمة.
وبغداد، بدالين غير معجمتين، كما تقول العامة أفصح.
ويقولون: حمص، بفتح الميم.
وحمص، بكسرها، أفصح وأكثر، ولم يرو حمص، بفتح الميم عن أحد من أهل اللغة إلا عن ابن الأعرابي وحده، حكاها ولم يعرفها.