Эффект лотоса: роман о наночастицах в биомедицинских исследованиях

Нирмин Шаркави d. 1450 AH
40

Эффект лотоса: роман о наночастицах в биомедицинских исследованиях

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

Жанры

قالت فاندا متوسلة: «أمهليني خمس دقائق.»

ردت السكرتيرة ردا مقتضبا: «الأمر عاجل»، ثم اختفت. سحبت فاندا قرص الكرتون من على المكتب وأعادته إلى الدرج أسفل عبوة المناديل الورقية، ثم التقطت طلب الأجسام المضادة من مكان حفظ الأوراق وتوجهت نحو مكتب شتورم. وفي غرفة السكرتيرة كانت السيدة بونتي تعيد سماعات الديكتافون إلى وضعية الاستماع، في الوقت الذي تصاعد فيه دخان من فنجان الشاي الموضوع على مكتبها ليعبق الحجرة برائحة توت مسكر لاذع نفذت إلى أنف فاندا. كان الباب المزدوج الموصل إلى حجرة الرئيس مفتوحا.

وماكس شتورم خلف مكتبه جالسا يلوح بيده: «تفضلي بالدخول.» كانت حركة يديه تشبه حركات مدير سيرك يعد جمهوره بمزيد من الإثارة، وأمامه هو أيضا فنجان من نفس البورسلين تتصاعد أدخنته بنفس الرائحة. «سيدة بونتي، لو سمحت فنجان شاي للسيدة فالس.» إلا أن النقر على لوحة المفاتيح لم يتوقف. لم تسمعه سكرتيرته.

ردت فاندا: «شكرا، لا داعي، لقد تناولت الإفطار لتوي.» «هلا جلست؟ أتمنى أن يكون لديك قليل من الوقت.»

أومأت بصورة غير ملحوظة لتحمي رقبتها، وجلست على مقعد الضيوف، على حافته، فقد كانت تتمنى أن تخرج في نفس اللحظة. ذاك المقعد المصنوع من الكروم المغطى بالجلد يتأرجح بسهولة وفقا لحركة الجالس عليه. متى كانت آخر مرة يحدثها فيها شتورم بهذه النبرة؟ إن علاقتها به يمكن أن تقسم إلى عهدين: عصور ما قبل وما بعد توقيع العقد، وفيما بينهما فترة فراغ تاريخي لم تستطع أن تفهم أسبابها. كل ما تحمله لها اللحظة الراهنة يعود بها إلى عصر ما قبل توقيع العقد. ماذا عساه يريد؟ تجولت نظرات شتورم متفحصة إياها من أسفل إلى أعلى، وتوقفت لبرهة عند الوادي المنبسط أسفل ذقنها، إلى أن ثبت نظراته أخيرا نحو عينيها. كان يريد أن يمنحها من فيض إشعاعاته، إلا أن خبرتها معه تحول بينها وبين أن تثق فيه. «فيلفريد جانتر، تعرفينه سلفا، إنه ذلك الرجل من الجريدة. التقيت به بالأمس. حوار جيد. ممتاز.» كان يقولها وهو لا يني ينقر على المكتب بقلمه الحبر بلا انقطاع. أدار رأسه نحو النافذة فراقبت فاندا كمفتونة تفاحة آدم فوق ياقة القميص البيضاء، وهي ترتفع ببطء لتعود فتغرق من جديد، كما رأت أثر دم سال أسفل ذقنه جراء خدش أو قطع، بدا وكأن كل ما في هذا الرجل قد استطال؛ رقبته الرفيعة، ثم شكل أنفه المدبب بلونه المصفر، فلكأنه طرف الممص (تلك الأداة المخبرية التي تستخدم في نقل أو قياس حجم سائل ما). كان لا يزال ينظر من النافذة وهو يكمل كلامه: «بالمناسبة يؤسفني ما حدث مع زابينة ميرتينز، لكن يداي الآن مقيدتان. رغم ذلك سأعمل ما في وسعي. هل تعرفينها بشكل أكثر حميمية؟»

ترددت فاندا، وانطلقت صافرة إنذار في رأسها: فالرئيس والتبرير، أمران لا يجتمعان. «لا تسمح أن يطويك أحد»، تذكرت هذه الكلمات التي كانت على الملصق الذي لصقه باحث دكتوراه آخر على كتاب المعمل وقت أن كانت لا تزال بالجامعة. ما الذي استدعى هذه الكلمات الآن تحديدا؟

سمعت نفسها تقول: «ماذا تقصد ب «تعرفين»؟» تحركت نظرة شتورم إلى يديها، حيث كانت أصابعها تقوم بطي الطلب بعناية.

تقطعت كلماتها: «نحن زملاء. كنا زملاء.» نظرت إلى الورقة المطوية بين يديها، وتصببت عرقا فقد تقتلها زابينة على ذلك. «لا بد لأحد أن يستكمل هذا المشروع.» كان مغزى كلماته يتساقط تدريجيا في وعيها. «هل سمعتني؟»

صاحت مباشرة: «لقد ظننت أن المشروع قد تبخر.» وكان صوتها عاليا ما دفعها أن تعض لسانها ندما. الآن كشفت نفسها، لكن شتورم قرب فنجانه من فمه بمنتهى الهدوء، وبدأ يرتشف الشاي رشفات صغيرة. قال مبتسما: «ممتاز، لكن أسخن مما يجب.» وضع الفنجان مكانه، ثم دفع تجاهها أوراقا على المكتب. «عليك أن توقعي على مبدأ الكتمان هذا. فالشركة التي نعمل معها تقيم وزنا لحفظ السرية.» ثم فتح درجا من المكتب وأخرج منه حافظة أقراص مدمجة «سي دي». «أريدك أن تحضري عرضا حول نتائج الدراسة الخاصة بشركة بي آي تي، وهذا هو كل ما تحتاجينه لذلك.» كان يلوح بقرص المعلومات، وكأنها مكافأة عليها أولا أن تكتسبها عن جدارة. «سيكون الأمر جد مربح.» «مربح؟» «سيظهر اسمك في كل الأحوال على البحث المنشور، سينشر بالتأكيد في أرفع الدوريات مكانة، فمستقبلا لن ننشر إلا في الدوريات راقية المستوى؛ فالقسم يحتاج بلا شك مزيدا من النقاط الخاصة بالنشر العلمي. لا بد أن هذا يوافقك بكل تأكيد، أم ماذا؟»

لم تكن سوى مجرد رجعة اعتباطية برأسها إلى الوراء ، انقبضت على إثرها عضلات رقبتها كلها، كأنما وضعت يد مثلجة عليها. هل يعلم بأمر الموضوع السابق في روتشيستر؟ هل من الممكن أن يكون أحدهم تتبع المسألة ليكتشف أني تلاعبت بالأرقام قليلا ليظهر اسمي كمشاركة في البحث المنشور؟ «ما قولك؟» كان شتورم لا يزال ينظر إلى فاندا متسائلا.

Неизвестная страница