Эффект лотоса: роман о наночастицах в биомедицинских исследованиях
تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي
Жанры
ترددت فاندا لوهلة ثم قالت: «بينة، قد تبدو المسألة قاسية بلا أية رحمة، لكن الضرورة تحتم تبريد جثة جوسي.»
قالت زابينة وهي تتلعثم: «أعرف. ماذا ترين؟ نضعها في الثلاجة أم في المجمد؟» «الثلاجة تفي بالغرض. اطلبي يوهانيس على الهاتف حتى يأتيك غدا في الصباح الباكر ليقوم بالتشريح.» «الغد هو يوم الأحد. ألا يمكن أن ينتظر الأمر حتى يوم الاثنين؟»
ردت فاندا: «سيكون عند شتورم صباح الاثنين.»
الفصل السادس والأربعون
فرملة الطوارئ
جلست فاندا ظهيرة يوم الاثنين في كافيتيريا مركز المؤتمرات ببرلين، وهي تضغط هاتفها المحمول على أذنها، بينما دست إصبعها في أذنها الأخرى حتى تتمكن من سماع يوهانيس على نحو أفضل.
سمعته يقول: «يبدو أن أحدهم حذره.» «لكن من؟» لاحظت على الفور أنها تتحدث بصوت عال جدا على خلفية من أصوات طقطقة الصحون وصلصلة الكئوس. بصعوبة حاولت - لكن بلا جدوى - أن تتغلب على مستوى الضجيج في محيطها. كانت أعصابها ملتهبة، علاوة على ذلك فهي لم تنل قسطا كافيا من النوم.
واصل يوهانيس حديثه: «رغم ذلك، فإن المسألة تبدو مبشرة.» كان يتحدث بهدوء مدهش رغم انكشاف أمرهم. لقد تنصتت بيترا على ميشائيل فالاخ وعلمت بمواعيد رحلة شتورم. كانوا يعلمون أن ميشائيل سيوصل شتورم صباحا إلى المحطة. أين وقع الخطأ إذن؟
أخذ يوهانيس يكمل كلامه: «وقفت أمام منزله تمام السادسة صباحا. من الممكن أيضا أن يكون قد غير خططه قبل بدء تنفيذها بمدة قصيرة. لم أكن أريد أن أغامر بفقد أثره على أية حال. وكما المتوقع ذهب بسيارة أجرة إلى المعهد في السابعة إلا الثلث. وفي السابعة وخمس دقائق أحضرت بيترا مفاتيحه. ادعت أنها نسيت مفتاحها الإلكتروني بالمنزل، وأن مدير المعهد أدخلها لكنها لن تتمكن الآن من دخول وحدة الإشعاع. تعلمين كم هي بارعة في الكذب، ولا مانع من أن تكون قد تدللت في مشيتها أمامه قليلا. ضحك الثور العجوز مليا واقتنع بكلامها. غادرت مكتب شتورم بسلسلة مفاتيحه وأوصدت باب السكرتارية من الخارج. الساعة التالية ما هي إلا عينة لما يمكن أن نعانيه من تدمير لأعصابنا، وكنا نأمل ألا يخطر بباله أن يغادر السكرتارية قبل الموعد. تسللت عدة مرات أمام الباب وأنصتت. لا طرق ولا دق. في كل الأحوال تبطين جدران الغرفة لا يسمح بسماع ما هو أدنى من ذلك. في تمام السابعة وتسع وخمسين دقيقة دخلت السيدة بونتي الطرقة الموصلة للقسم. على مدخل السكرتارية ورقة ملصقة مكتوب عليها أن الرئيس لن يحضر إلى القسم اليوم مرة أخرى، وعليه لم تندهش أن وجدت الباب مغلقا. فدخلت وخلعت المعطف ووضعت الحقيبة وفعلت كل ما تفعل عادة حين لا يكون الرئيس موجودا. ودخنت سيجارة ونظرت إلى رصة طلبات استعارة الكتب التي حرصت - تزيدا في الاحتياط - على تكديسها أكثر، واتصلت بصديقتها هاتفيا في المكتبة، وكما هو متوقع، خرجت وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح. تقريبا في الوقت نفسه دق الهاتف في منزل ميشائيل فالاخ.»
وأخبرته زابينة: «بابا لن يعاود الحضور إلى المنزل، ستقوم ماما بتوصيله إلى المحطة»، تعلمين كيف يبدو صوتها طفوليا، لقد ظن ميشائيل فعلا أنها ابنة شتورم. في كل الأحوال، فإنه لم يغادر شقته قبل الثامنة والنصف. زابينة رأت ذلك لأنها كانت واقفة أمام منزله، لا بد أن ما حدث وقع في ذلك الوقت. لقد دق هاتفي فانصرف انتباهي لوقت قليل. «هلا دخلت في الموضوع أخيرا؟» صارت معدة فاندا تقرقر من نفاد الصبر. «سمعت خطوات السيدة بونتي على أرضية الطرقة الساعة التاسعة إلا الربع. كانت صلصلة سلسلة مفاتيحها تنذر بشر. لاحقا قالت إن الرئيس وصل إليها في المكتبة. كانت تقريبا خارج المبنى. لا بد أن أحدهم اتصل به، وأن هذا الشخص كان يعرف تماما أين هي، لو لم يحدث ذلك لظل حبيسا يتلظى نصف ساعة أخرى على الأقل، ولم يكن ليسمعه أحد عبر الأبواب العازلة للصوت. لا يحضر الناس للمناقشات يوم الاثنين قبل العاشرة، أما وردية الصباح فكانت في استراحة الإفطار في الكافيتيريا بالأسفل حيث لا يوجد هاتف.»
Неизвестная страница