Тасвир ва Аклам Мусаввирин Фи Ислам
التصوير وأعلام المصورين في الإسلام
Жанры
والصور التي تنسب إلى أغا ميرك في مخطوط المتحف البريطاني تعتبر كلها خير أمثلة للتصوير في ذلك العصر، سواء أفي الموضوعات أم في الأساليب الفنية، فثلاث منها تمثل مناظر استقبال وحفلات في البلاط تتجلى فيها العظمة الشرقية وأبهة الملك الإيراني، بينما تمثل إحدى الصورتين الباقيتين مجنون ليلى في الصحراء تحيط به حيوانات دقيقة الرسم متقنة النسب. وتوضح الصورة الأخيرة أسطورة كسرى أنوشيروان يصغي لبومتان تتحدثان فوق أنقاض قصر قديم وتتنادران ذاكرتين عواقب الظلم.
أما الذي حمل لواء التصوير في بلاط الشاه طهماسب بعد بهزاد وميرك فهو سلطان محمد، ويتجلى في صوره إتقان عجيب لمزج الألوان، ومهارة كبيرة في رسم الجموع، وتوزيعها في الصورة، وفي رسم الحيوان ولا سيما الخيل، وولوع بمناظر الطرب والسرور والغبطة والأبهة.
ومن أبدع آثاره الفنية صورتان في مخطوط المتحف البريطاني سالف الذكر توضح إحداهما منظرا في قصة «خسرو وشيرين» المشهورة في الأدب الفارسي، فنرى خسرو يفاجئ شيرين تستحم. أما الصورة الثانية فتمثل بهرام جور يصيد الأسد. والواقع أن هذا المخطوط آية فنية. وقد كتب أحد المؤرخين الإيرانيين أن عين الزمان لم تقع على مثل صوره قط.
على أن سلطان محمد لم يكتف بتصوير المخطوطات، بل كان رئيسا لمجمع الفنون الجميلة في تبريز وأشرف على عمل الرسوم للقاشاني وللسجاجيد. والمعروف أن تأثير المصورين من المدرسة الصفوية الأولى كان عاما في ميادين الفن الإيراني، كما بينا ذلك في مقالنا عن الفن الإيراني (عدد يوليو سنة 1938 من المقتطف).
ولقد لقن سلطان محمد ابنه فن التصوير، فأصبح «محمدي» مصورا ماهرا بل وتفوق على أبيه في رسم المناظر الطبيعية، كما يظهر من رسم له محفوظ بمتحف اللوفر ومؤرخ من سنة 986ه/1578 ويمثل فلاحا يحرث الأرض، وآخر يجلس تحت شجرة، وثالثا يقطع خشبا من شجرة، ورجلا يملأ جرة وبجواره خيمتان فيها نساء يغزلن وينسجن، وفي الجانب الأيسر من الصورة راع يحرس قطيعا من الغنم ويعزف على مزمار في يده.
ومن الذين نبغوا في بلاط الشاه طهماسب المصور مظفر علي وقد ساهم في تزيين مخطوط المتحف البريطاني، فرسم صورة توضح قصة بهرام جور وحبيبته التي طلبت إليه أن يدل على براعته في الرماية، وذلك بأن يضرب حمار الوحش سهما واحدا فيثبت حافره بأذنه. فضرب بهرام جور حمار الوحش في أذنه بقطعة من طين، فرفع الحمار حافره ليحك أذنه، وانتهز بهرام جور الفرصة فأطلق عليه سهما ثبت حافره في أذنه.
ورسم مير سيد علي التبريزي صورة في المخطوط سالف الذكر تمثل عجوزا تقود المجنون إلى ربع ليلى.
وقد كان من حظ هذا المصور وزميل له اسمه عبد الصمد أن لقيا في مدينة تبريز همايون العاهل الهندي المغولي، حين لجأ إليها وأضافه الشاه طهماسب، فاتصلا به وتلقى هو وابنه أكبر دروسا في التصوير عنهما، وقامت على أكتافهما مدرسة هندية إيرانية في بلاد الهند ونبغ من تلامذتهما دازونت وبازوان.
وفي دار الكتب المصرية مخطوط فارسي من كتاب يوسف وزليخا للشاعر جامي (رقم 45 أدب فارسي) ويشتمل على سبع صور من عصر الشاه طهماسب: إحداهما تمثل المعراج، والثانية تمثل زليخا جالسة مع زوجها في جوسق، والثالثة تمثل مركب فرعون مصر ونراه فيها راكبا حصانا وحوله فريق من حاشيته على الخيل ومعه نساء وعازفات على الآلات الموسيقية، وتذكر هذه الصورة بطراز سلطان محمد. أما الصورة الخامسة فنرى فيها سيدنا يوسف ومعه زليخا في قصر صغير. وتوضح الصورة السادسة حادث البرتقال الذي تذكر القصة الفارسية أن زليخا قدمته للنساء اللاتي دعتهن، فلما دخل يوسف ذهلن بجماله فقطعن أصابعهن بدلا من البرتقال. وفي ذلك جاء القرآن الكريم:
وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين * فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم . أما الصورة الأخيرة فتمثل سيدنا يوسف على عرش وإلى جانبه رجل هرم. ويجدر بنا أن نشير في هذا المقام إلى أن المؤلفين الفرس اتخذوا حكاية يوسف وزليخا موضوعا لقصة أدبية لا تتفق نهايتها مع نهاية القصة في القرآن الكريم.
Неизвестная страница