Китаб ат-Тасриф для тех, кто не может сочинять
كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف
الفصل السادس والسبعون فى إخراج الجنين الميت الفصل السادس والسبعون فى إخراج الجنين الميت اذا عالجت الجنين الميت بما ذكرته فى التقسيم من العلاج فلم يخرج واضطرك الأمر الى العمل باليد فينبغى أن تنظر فإن كانت المرأة صحيحة القوة وليس بها شىء من الأعراض التى يخاف عليها منها التلف فينبغى أن تستلقى المرأة على سرير على ظهرها ويكون رأسها مائلا الى أسفل وساقاها مرتفعتين وخادم يضبطها من كلتى الجهتين او تربط الى السرير لئلا ينجذب جسدها عند مد الجنين، ثم يرطب فم رحمها بالأدهان الرطبة مع لعاب الخطمى والحلبة وبزر الكتان ثم تدهن القابلة يدها بهذه الأدهان واللعابات ثم تدخلها فى الرحم برفق ثم تطلب بها مكانا تغرز فيه الصنارات من الجنين، والمواضع الموافقة لذلك، انظر فإن كان الجنين متأتيا أن ينزل على رأسه فتغرز الصنارات فى عينيه او فى قفاه او فى فمه او فى حنكه او تحت لحيته او ترقوته او فى المواضع القريبة من الأضلاع او تحت الشراسيف، وأما إن كان نزوله على رجليه ففى العانة والأضلاع الوسطى، وينبغى أن تمسك الصنارة باليد اليمنى وتصير عطفها فيما بين أصابع اليد اليسرى وتدخل اليد برفق وتغرز صنارة فى بعض تلك المواضع التى ذكرنا حتى تصل الى شىء فارغ ثم تغرز قبالتها صنارة أخرى او ثالثة إن احتجت ليكون الجذب متساويا ولا يميل الى جهة ثم تمد مدا مستويا ولا يكون المد على استقامة فقط بل يحرك الى كل جهة ليسهل خروجه كما يصنع بالضرس عند قلعه وينبغى فيما بين ذلك أن يرخى المد فإن احتبس منه جهة فينبغى أن تدهن القابلة بعض الأصابع بالدهن وتدخلها من جهة لتدير بها ما احتبس فإن خرج بعض الجنين فتنقل الصنانير الى مواضع أخر هى أرفع قليلا تفعل هذا حتى يخرج الجنين كله، فإن خرجت يد قبل غيرها ولم يمكن ردها لانضغاطها فينبغى أن تلف عليها خرقة ثم تجذبها حتى اذا خرجت كلها قطعتها إما فى مفصل الكف او فى المرفق وهكذا ينبغى أن تفعل فى اليد الأخرى وفى الرجلين، فإن كان رأس الجنين كبيرا وعرض له ضغط فى الخروج او كان فى رأسه ماء مجتمع فينبغى أن تدخل فيما بين الأصابع مبضعا شوكية وتشق بها الرأس فيخرج الماء او تشدخه بالآلة التى تسمى المشداخ التى تأتى صورتها مع صور سائر الآلات فى الباب الذى بعد هذا وكذلك تفعل إن كان الجنين عظيم الرأس بالطبع فينبغى أن تشق الجمجمة او ترضها بالمشداخ كما قلنا ثم تخرج العظام بالكلاليب، فإن خرج الرأس وانضغط عند الترقوة فليشق حتى تنصب الرطوبة التى فى الصدر فإنه ينضم الصدر حينئذ فإن لم ينضم الصدر ولم يتأتى للخروج فاقطع قطعا على ما يمكنك، فإن كان أسفل البطن وارما او كان به حبن فينبغى أن تبطه حتى تسيل الرطوبة منه، فإن كان الجنين على رجليه فإن جذبه سهل وتسويته الى فم الرحم هين، فإن انضغط عند البطن او الصدر فينبغى أن تجذبه بخرقة قد لففتها على يدك وتشق البطن او الصدر حتى يسيل ما فيهما، فإن انتزعت سائر الأعضاء وارتجع الرأس واحتبس فلتدخل القابلة اليد اليسرى فإن كان فم الرحم مفتوحا فتدخل اليد فى عنق الرحم وتطلب بها الرأس وتجذبه بالأصابع الى فم الرحم ثم تدخل فيه صنارة او صنارتين وتجذبه بها، فإن كان فم الرحم قد انضم لورم حار عرض له فلا ينبغى أن تعنف عليه بل ينبغى حينئذ استعمال صب الأشياء الرطبة الدسمة وتستعمل الأضمدة وتجلس فى المياه التى ترخى وترطب، وأما إن كان الجنين على جنبه فإن أمكن أن يسوى فليستعمل ما ذكرنا فى الجنين الحى فإن لم يمكن ذلك فليقطع قطعا ويخرج، وينبغى أن لا تترك شيئا من المشيمة داخلا البتة، فإذا فرغت من علاجك فاستعمل ما ذكرنا من العلاج فى الأورام الحارة التى تعرض فى الأرحام، فإن عرض نزف دم فلتنزل فى المياه القابضة وتستعمل سائر العلاج، ولقد شاهدت امرأة كانت قد حبلت فمات الجنين فى جوفها ثم حبلت عليه مرة أخرى ثم مات الجنين الآخر أيضا فعرض لها بعد زمان طويل ورم فى ملتمسها وانتفخ حتى انفتح وجعل يمد القيح فدعيت الى علاجها فعالجتها زمانا طويلا فلم ينختم الجرح فوضعت عليه من بعض المراهم القوية الجذب فخرج من الموضع عظم ثم مضى لها أيام فخرج عظم آخر فعجبت من ذلك اذ البطن موضع لا عظم فيه فقدرت أنها من عظام الجنين الميت ففتشت الجرح فأخرجت منه عظاما كثيرة من عظام رأس الجنين فلم أزل أتبع ذلك حتى أخرجت منها عظاما كثيرة والمرأة فى أفضل أحوالها ولقد عاشت كذلك زمانا يمد من الموضع قيح يسير وإنما آتيت هاهنا هذه النادرة لأن فيها علما ومعونة لما يحاوله الطبيب الصانع بيده من العلاج،
Страница 483