173

Китаб ат-Тасриф для тех, кто не может сочинять

كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف

الفصل الستون فى إخراج الحصاة الفصل الستون فى إخراج الحصاة قد ذكرنا فى التقسيم أنواع الحصاة وعلاجها بالأدوية وذكرت الفرق بين الحصاة المتولدة فى الكلى وبين الحصاة المتولدة فى المثانة وعلامات ذلك كله وذكرت الحصاة التى يقع فيها العمل باليد والشق وهى الحصاة المتولدة فى المثانة خاصة والتى تنشب فى الإحليل وأنا واصف ذلك بشرح بين واختصار، فأقول إن الحصاة المتولدة فى المثانة أكثر ما تعرض للصبيان ومن علاماتها أن البول يخرج من المثانة شبيها بالماء فى رقته ويظهر فيه الرمل ويحك ذكره ويعبث به وكثيرا ما يتدلى ثم ينتشر وتبرز معها المقعدة فى كثير منهم، ويسهل بروء الصبيان منها الى أن يبلغوا أربع عشرة سنة ويعسر فى الشيوخ وأما الشبان فمتوسط فيما بين ذلك والذى يكون حصاته أعظم يكون علاجه أسهل والصغيرة بضد ذلك، فإذا صرنا الى العلاج فينبغى أولا أن يحقن العليل بحقنة تخرج جميع الزبل الذى فى معائه فإنه قد يمنع وجود الحصاة عند التفتيش ثم يؤخذ العليل برجليه فينفض ويهز الى أسفل لتنزل الحصاة الى عنق المثانة او يثب من موضع مرتفع مرات ثم تجلسه بين يديك منتصبا ويداه تحت فخذيه لتصير المثانة كلها مائلة الى اسفل ثم تفتشه وتجسه من خارج فإن أحسست بالحصاة فى الفضاء فبادر من ساعتك بالشق عليها فإن لم تقع تحت لمسك البتة فينبغى أن تمسح الأصبع السبابة بالدهن من اليد اليسرى إن كان العليل صبيا او الأصبع الوسطى إن كان غلاما تاما فتدخلها فى مقعدته وتفتش عن الحصاة حتى اذا وقعت تحت أصبعك نقلتها قليلا قليلا الى عنق المثانة ثم تكبس عليها بأصبعك وتدفعها الى خارج نحو المكان الذى تريد شقه وتأمر خادما أن يعصر المثانة بيده وتأمر خادما آخر أن يمد بيده اليمنى الأنثيين الى فوق وبيده الأخرى يمد الجلد الذى تحت الأنثيين ناحية عن الموضع الذى يكون الشق فيه، ثم تأخذ المبضع النشل الذى هذه صورته: وتشق فيما بين المقعدة والأنثيين لا فى الوسط بل الى جانب الألية اليسرى ويكون الشق على نفس الحصاة وأصبعك فى المقعدة وأنت تضغطها الى خارج موربا ليكون الشق من خارج واسعا ومن داخل ضيقا على قدر ما يمكن خروج الحصاة منه لا أكبر فربما ضغطت الأصبع التى فى المقعدة الحصاة عند الشق فتخرج من غير عسر، واعلم أنه قد يكون من الحصاة ما لها زوايا وحروف فيعسر خروجها لذلك ومنها ملساء تشبه البلوط ومدحرجة فيسهل خروجها، فما كان منها لها زوايا وحروف فتزيد فى الشق قليلا فإن لم تخرج هكذا فينبغى أن تتحيل عليها إما أن تقبض عليها بجفت محكم يكون طرفه كالمبرد ليضبط على الحصاة فلا تفلت منه وإما أن تدخل من تحتها آلة لطيفة معقفة الطرف، فإن لم تستطع عليها فوسع الشق قليلا فإن غلبك شىء من الدم فاقطعه بالزاج، فإن كانت أكثر من واحدة فادفع أولا الكبيرة الى فم المثانة ثم شق عليها ثم ادفع الصغيرة بعد ذلك وكذلك تفعل إن كانت أكثر من اثنتين، فإن كانت عظيمة جدا فإنه جهل أن يشق عليها شقا عظيما لأنه يعرض للعليل أحد أمرين إما أن يموت وإما أن يحدث له تقطير البول دائما من أجل أنه لا يلتحم الموضع البتة ولكن حاول دفعها حتى تخرج او تحيل فى كسرها بالكلاليب حتى تخرجها قطعا، فإذا فرغت من عملك فاحش الجرح بكندر وصبر وشيان وشده وصير فوقه خرقا مبلولة بزيت وشراب او بدهن ورد وماء بارد ليسكن الورم الحار ثم يستلقى العليل على قفاه ولا تحل الرباط الى اليوم الثالث فإذا انحل نطلت الموضع بماء وزيت كثير ثم تعالجه بالمرهم النخلى والمرهم الباسليقون حتى يبرأ، فإن عرض فى الجرح ورم حار زائد وأكال ونحو ذلك مثل أن يجمد دم فى المثانة ويمتنع منه البول ويعرف ذلك من خروج الدم مع البول فأدخل أصبعك فى الجرح وأخرج ذلك الدم فإنه إن بقى دعا الى فساد المثانة وعفونتها، وثم اغسل الجرح بالخل والماء والملح وقابل كل نوع بما شاكله من العلاج الى أن يبرأ، وينبغى فى أوقات العلاج كلها أن تربط الفخذين وتجمعهما لتثبت الأدوية التى توضع على الموضع، فإن كانت الحصاة صغيرة وصارت فى مجرى القضيب ونشبت فيه وامتنع البول من الخروج فعالجها بما أنا واصفه قبل أن تصير الى الشق فكثيرا ما استغنيت بهذا العلاج عن الشق فقد جربت ذلك وهو أن تأخذ مشعبا من حديد الفولاد تكون هذه صورته: مثلث الطرف حاد مغرز فى عود، ثم تأخد خيطا وتربط به القضيب تحت الحصاة لئلا ترجع الى المثانة ثم تدخل حديدة المشعب فى الإحليل برفق حتى يصل المشعب الى نفس الحصاة وتدير المشعب بيدك فى نفس الحصاة قليلا قليلا وأنت تروم ثقبها حتى تنفذها من الجهة الأخرى فإن البول ينطلق من ساعته ثم تزم يدك على ما بقى من الحصاة من خارج القضيب فإنها تتفتت وتخرج مع البول ويبرأ العليل، فإن لم يتهيأ لك هذا العلاج لعائق يعوقك عن ذلك فاربط خيطا تحت الحصاة وخيطا آخر فوق الحصاة ثم تشق على الحصاة فى نفس القضيب بين الربطين ثم تخرجها ثم تحل الرباط وتنقى الدم الجامد الذى صار فى الجرح، وإنما وجب ربط الخيط تحت الحصاة لئلا ترجع الى المثانة والربط الآخر من فوق لكيما اذا حل الخيط بعد خروج الحصاة يرجع الجلد الى مكانه فيغطى الجرح ولذلك ينبغى لك اذا ربطت الخيط الأعلى أن ترفع الجلد الى فوق ليرجع عند فراغك ويغطى الجرح كما قلنا،

Страница 419