المؤمن في الجنة، وتدل الآثار على أن لها اتصالا به في القبر لا يعلم حقيقته إلا الله، قوله "يعلق" روي بفتح اللام وضمها، والمعنى واحد وهو الأكل والرعي، يقول يأكل من ثمار الجنة ويرعى ويسرح بين أشجارها.
وسيأتي لذلك زيادة بيان إن شاء الله١. وإنما المقصود هنا بيان بطلان قوله في تسويته بين الحي والميت، وتجويزه الطلب من الميت ما يطلب من الحي، وأن ذلك لا يسمى دعاء، - قال- وإنما الدعاء الذي هو عبادة فهو اتخاذ غير الله ربا وإلها.
وقد بينا فيما تقدم بطلان قوله إن ذلك لا يسمى دعاء، وأما كونه يسمى عبادة فقد تقدم ما يدل على ذلك وسيأتي له زيادة إيضاح إن شاء الله تعالى.
ومما يوضح ذلك معرفة حد العبادة في الشرع وأنها كل ما أمر الله به ورسوله أمر إيجاب أو استحباب فهو عبادة.
وبعض العلماء يقول العبادة هي الطاعة، فيتناول فعل المأمور وترك المحظور، ومما أمر الله به سبحانه دعاؤه وسؤاله قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف:٥٥] . إلى قوله: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾ [الأعراف:٥٦] . وقال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي