158

Облегчение пути для желающего познать ханбалитов

تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة

Редактор

بكر بن عبد الله أبو زيد

Издатель

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

Место издания

بيروت - لبنان

Жанры

ودخل إليه بعض أهل الحديث فقال له رجل منهم: ما هذا الغم يا أبا عبد الله؟ الإِسلام حنيفية سمحة، بيت واسع، فنظر إليهم وكان مضطجعًا، فلما خرجوا قال للمروذي: انظر إلى هؤلاء ما أريد أن يدخل عليَّ منهم أحد.
وقال أحمد يومًا لإِسحاق بن هانئ: بَكِّر حتى تعارضني في شيء من الزهد. قال: فبكرت إليه وقلت لأم ولده أعطيني حصيرًا ومخدة فبسطته في الأرض، فخرج أحمد ومعه الكتب والمحبرة، فنظر إلى الحصير والمخدة، فقال: ما هذا؟ قلت: لتجلس عليه، فقال: ارفعه، الزهد لا يحسن إلا بالزهد، فرفعته وجلس على التراب.
وقالت له أم ولده: أنا معك في ضيق، ومنزل صالح يأكلون ويفعلون، فقال لها: قولي خيرًا، فخرج الصبي يبكي، فقال له أحمد: أي شيء تريد؟ قال: زبيب، فأخذ له من البقال بحبة.
ومس أحمد رجلي ابنه عبد الله فإذا هما لينتان، فقال: ما هذه الرجلان، لم لا تمشي حافيًا حتى تصير رِجلاك خشنتين؟.
وكان يقول: طعام دون طعام ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل.
وكان يقول: أَسَرُّ أيامي يومَ أُصبح وليس عندي شيء.
وأما بيته وآلاته ومطعمه:
فقال علي بن المديني: دخلت بيت أحمد فما شبهته إلا بما وصف من بيت سُويد بن غَفَلة من زهده وتواضعه.
وقال الميموني: كان منزله ضيقًا صغيرًا، وكان ينام في الحرِّ في أسفله، ورأيت موضع مضجعه، وفيه شاذَكونةٌ وبَرْذَعَةٌ، قد غلب عليها الوسخ.
وكان يقول للمجصص: جصصه باليد ولا تجصصه بالمالج. قال المجصص: فلما فرشته بالطوابيق وفرغت استحسنه، وقال: هذا نظيف يصلي عليه الرجل، وليس فيه باريَّة ولا حصير، ورفع إليّ كف تمر.

1 / 71