لا تفخرنّ بجلدِ كلبٍ إن غدا ... تاجًا لراسِك فالمدَى سامي الذُرَى
لو كنتَ ذا القرنينِ في سلطانه ... لم يُجد ملكُكَ وانصرفتَ منكَّرا
قد كَلّ جيشٌ للعِدى أولا تَقُدْ ... لابدّ أن يُفني الرّدى كلَّ الوَرى
هيهات ما الدنيا بدارٍ يُرتَجى ... فيها الجَزا، فاحمَدْ لمقصِدكَ السُرى
كم نال فيها عاجِزٌ ما يَرتجي ... وحوى على رغم الأعادي مَفْخرا
يا قاعدًا رضي الخمولَ لنفسِه ... قد كان حقك في الوَرى أن تُشْهَرا
ما بالُ رأسِكَ لا يزالُ مُنَكَّسًا ... من ركْوةٍ فيه وصار مفَتَّرا
لا تحزننّ لشيبِ رأسِكَ واتّئدْ ... سيصير كُلٌ في الخراب فلا يُرى
يا لِحيةً خُلقتْ فأفحش خلقها ... كالروض تُزهى بهجةً إذْ نوّرا
إنْ ضرّ طولك في الأنام فطالما ... استنفعت من شعَر يكون مُقَصّرا
يا ساجدًا في كل أرض راغبًا ... في ذكر كلّ فتى يراه كبرا
أخبار أهل الزهد عندي كلها ... إن كُنتَ فيها للسعادةِ مُؤثِرا
يا آكِلا جزء الغِذا من خوفهِ ... ستنال من ذاكَ النعيم الأكبرا
فالقطْ نَوًى من كل أرضٍ ثم كُلْ ... منها الخرادلَ تَحْوِ أجرًا أوفرا
لابدّ يومًا أن تصير ببطنها ... ولك الجزا فيها على هذا المِرا
ومن ذلك قصيدة للحكيم شمس الدين محمد بن دانيال، رحمه الله تعالى:
1 / 41