قَالَ فَقلت لَهُ إِنَّمَا هُوَ تعتر من العتيرة والعتر الذّبْح فَقَالَ الْأَصْمَعِي تعتز أَي تطعن بالعنزة وَهِي الحربة وَجعل يَصِيح ويشغب فَقلت تكلم كَلَام النَّمْل وأصبٌ وَالله لَو نفخت فِي شبور يَهُودِيّ وَصحت إِلَى التنادي مَا نفعك شئ وَلَو كَانَ الا تعترولًا رويته أَنْت بعد هَذَا الْيَوْم إِلَّا تعتر فَقَالَ الْأَصْمَعِي وَالله لَا رويته بعد هَذَا الْيَوْم إِلَّا تعنز انْتهى. قلت وَكنت أتعجب من مثل الْأَصْمَعِي كَيفَ يتمادى فِي الْخَطَإِ بعد مَا وضع لَهُ الصَّوَاب حَتَّى رَأَيْت أَبَا الْقَاسِم عَليّ بن حَمْزَة يَقُول عَن هَذَا الْبَيْت فِي كتاب التَّنْبِيهَات على أغاليط الروَاة إم الأصمي كَانَ يرويهِ تعنز بالنُّون وَالزَّاي ثمَّ رَجَعَ إِلَى تعتر وَمثله فِي مجَالِس أبي مُسلم مُحَمَّد بن عَليّ الْكَاتِب.
(وَفِي مَادَّة - ع ر ر - ج ٦ ص ٢٣٢) رُوِيَ لِابْنِ أَحْمَر
(ترعى القطاة الْخمس قفورها ... ثمَّ تعر المَاء فِيمَن يعر)
وَضبط (يعر) بِفَتْح الرَّاء وَلَا وَجه لنصب الْفِعْل فضلا عَن أَنه مخل بِالْوَزْنِ فَالصَّوَاب إسكانها مَعَ التَّشْدِيد وَيكون من الضَّرْب الأول من السَّرِيع وَهُوَ المطوي الْمَوْقُوف وَأَصله مفعولات فَلَمَّا طوى بِحَذْف رَابِعَة السَّاكِن ووقف بتسكين سابعة المتحرك صَار مفعلات فَنقل إِلَى فاعلان ويقابله فِي الْبَيْت (من
1 / 38