وللنحافة طرائف فِي أَمْثَال هَذِه الْفَتْوَى أذكر مِنْهَا مَا رَوَاهُ أَبُو مُسلم فِي مجالسه عَن أبي عمر الْجرْمِي أَنه كَانَ يَقُول أَنا مُنْذُ ثَلَاثُونَ سنة أُفْتِي النَّاس فِي الْفِقْه من كتاب سِيبَوَيْهٍ فَسئلَ مرّة وَفِي مَجْلِسه جمَاعَة من الْفُقَهَاء عَن رجل سَهَا فِي الصَّلَاة فَسجدَ سجدني السَّهْو فَسَهَا فَقَالَ لَا شئ عَلَيْهِ فَقيل لَهُ من أَيْن أخذت ذَلِك قَالَ من بَاب التَّرْخِيم لِأَن المرخم لَا يرخم وفيهَا أَيْضا أَن الفرآء سُئِلَ هَذِه المساءلة فَقَالَ لَا شئ عَلَيْهِ لِأَن الإسم إِذا صغر لَا يصغر مرّة أُخْرَى.
(وَفِي مَادَّة هـ د د - ج ٤ ص ٤٤٣) رُوِيَ لأبي ذُؤَيْب
(يَقُولُوا قد رَأينَا خير طرف ... بزقيه لَا يهد وَلَا يخيب)
وروى (بزقيه) هَكَذَا بِالْهَاءِ وَبِغير ضبط وَكتب الْمُصَحح بالحاشية " قَوْله بزقية كَذَا بِالْأَصْلِ وَهُوَ غير مُسْتَقِيم فحرر ". قلت أعَاد المُصَنّف هَذَا الْبَيْت فِي مَادَّة (ز ق وَج ١٩) شَاهدا على أَن (زقية) اسْم مَوضِع وَلم ينص على ضبط فِيهَا بل ضبطت بالقلم فَقَط بِفَتْح فَسُكُون وَهُوَ مُوَافق لما نَص عَلَيْهِ الْبكْرِيّ فِي مُعْجم مَا استعجم أَلا أَنه حكى اخْتِلَافا بَين الروَاة فِي هَذِه اللَّفْظَة فَقَالَ فِي الْكَلَام على (رنية) اخْتلف الروَاة فِي بَيت أبي ذُؤَيْب
(إِذا نزلت سراة بني عدي ... فسلهم كَيفَ مَا مَعَهم حبيبٌ)
(يَقُولُونَ قد وجدنَا خير طرف ... برقية لَا يهد وَلَا يخيب)
فَرَوَاهُ أَبُو عَليّ برقية بِالْقَافِ وَرَوَاهُ السكونِي برنية بالنُّون وَرَوَاهُ النجيرمي بزقية بالزاي وَالْقَاف وَرَوَاهُ ثَعْلَب بِرَقَبَة بالراء الْمُهْملَة وَالْقَاف وَالْبَاء الْمُعْجَمَة بِوَاحِدَة انْتهى كَلَامه وَذكره لَا يَخْلُو من فَائِدَة.
(وَفِي مَادَّة - ب ص ر - ج ٥ ص ١٣٢) روى لتوبة
(وأشرف بالغور اليفاع لعلني ... أرى نَار ليعلى أَو يراني بصيرها)
1 / 31