ذلك ، وأنت تكره الكنية وتريد المخاطبة بالولاية.
فقال الوالي : آخر قولك شر من أوله ..
فتدخل يحيى بن عبدالله ، فقال : فما تريد منا؟
قال : أريد أن تأتياني بالحسن بن محمد.
قال يحيى : فابعث إلى آل عمر بن الخطاب فاجمعهم كما جمعتنا ثم اعرضهم رجلا رجلا ، فإن لم تجد فيهم من قد غاب أكثر من غيبة الحسن عنك فقد انصفتنا. لكن الوالي كان يزداد غضبا ، حتى أقسم أن يحرق دار الحسين بن علي ويضربه ألف سوط إن لم يحضر الحسن إليه في يوم وليلة. كما أقسم أن يقتل الحسن إذا رآه.
فبعث الحسين بن علي إلى الحسن بن محمد أن يهرب من المدينة ، فقال الحسن : لا والله يابن عمي ، بل أجيء معك الساعة حتى أضع يدي في يده.
فقال الحسين : ما كان الله ليطلع علي وأنا أجيء الى محمد صلى الله عليه وآله وهو خصمي وحجيجي في دمك ، ولكن أقيك بنفسي لعل الله أن يعفيني من النار.
فاجتمع ستة وعشرون رجلا من ولد علي بن أبي طالب عليه السلام ومعهم نفر من أنصارهم. فدخلوا مسجد النبي عند أذان الفجر ، ونادوا : «أحد ، أحد» ثم تقدم أحدهم الى المؤذن وبيده السيف فقال له : أذن بحي على خير العمل. فأذن بها. فلما سمع ذلك العمري دهش واضطرب في كلامه. ثم هرب وله ضراط حتى نجا بنفسه. وصلى الحسين بالناس ، ثم دعا بالشهود الذين حضروا قسم العمري ، فقال لهم : هذا الحسن قد جئت به ، فهاتوا العمري وإلا والله خرجت من يميني ومما علي. وخطب بالناس فقال : «أنا ابن رسول الله ، على منبر
Страница 167