Исламский суфизм и имам Ша'рани
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Жанры
ويقول الشعراني: «ومما من الله به علي إيماني بأن أفعال العباد خلق الله تعالى في حال إضافتها إلى العباد معا في آن واحد، وهو من أصعب الأمور؛ لأنه إيمان بطريقتين متناقضتين، فأشهد بعين بصيرتي في مثل قوله تعالى:
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ، أن الرمي لله تعالى في حال كونه للعبد لا على التعاقب. ويحتاج صاحب هذا المشهد إلى عينين ينظر بهما إلى النسبتين حتى يخرج عن الحيرة؛ فإن صاحب العين الواحدة لا يقدر على الخروج من الحيرة في هذه المسألة أبدا.
وقد حبب إلي أن أوضح لك هذه المسألة بما لا تجده في كتاب من كتب المتكلمين، فأقول وبالله التوفيق: «اعلم يا أخي أن العقل يقصر عن فهم مسألة خلق الأفعال من غير إشكال، ولا يخرجك عن الإشكال فيها إلا التسليم المطلق بما قال الحق، أو أن تترقى في المواد الكونية وأنت صاعد، حتى تنظر إلى الحق تعالى بقلبك وهو يخلق المخلوق الأول الذي لم يتقدمه مادة، فإنك تجد الحق تعالى فاعلا وحده لا شريك له، ثم تنزل في الفروع إلى أسفل مع مشاهدة سريان القدرة الإلهية في كل من أضيف إليه فعل من الخلق، فتجده لا يقدر على فعل إلا بإمداد القدرة الإلهية له.
ومن هنا انفتح باب الإشكال لعدم تخليص الفعل حينئذ في الشهود البصري لله وحده، أو للخلق وحدهم، ووقع الخطأ، فمن أضاف الأفعال كلها إلى الله تعالى حسنها وقبيحها، قال له لسان الغيرة الإلهية:
قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ، فإن نسبة الأفعال إلى الخلق نسبة إضافة وإسناد، لا نسبة خلق وإيجاد، ومن أضاف الأمور الحسنة كلها إلى الله تعالى، وأضاف القبيحة كلها إلى الأكوان، قال له لسان الجود الإلهي أيضا:
قل كل من عند الله
لا تكذيبا له، بل ثناء جميلا، كما نضيف نحن ما قبح من الأفعال مما لا يوافق الأغراض ولا يلائم الطبع إلينا، مع علمنا بأن الكل من عند الله، ولكن لما تعلق به لسان الذم فدينا ما ينسب إلى الحق من ذلك بنفوسنا أدبا مع الله تعالى، كما أننا نضيف ما كان من خير وحسن إلى الله تعالى، ونرفع نفوسنا من الطريق حتى يكون الحق تعالى هو المحمود وحده أدبا معه تعالى.
فالذي يجب اعتقاده أن الله تعالى خالق أفعال العباد، وأنها مكتسبة لهم، وأن حجة الله تعالى قائمة عليهم، وأنه لا يسأل عما يفعل، ولا يطلب الوصول إلى الغاية في ذلك، فلسنا مكلفين بها مع صعوبة مراقيها».»
أجل لسنا مكلفين بالخوض في كل ما يتعلق بذات الله وقضاء الله وقدره؛ فإن هذه المسائل هي سر الحياة الأكبر، وسر الحياة لا يعلمه إلا الله، فليس لنا من الأمر إلا التسليم والإيمان بما أمر الله، وبما ورد في كتاب الله.
عن أبي هريرة قال: «خرج علينا رسول الله
Неизвестная страница