Исламский суфизм и имам Ша'рани
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Жанры
بينما أدت حملة الشعراني إلى القضاء على نفوذ هؤلاء الشيوخ الجهلة الأدعياء، كما أثمرت حركة صوفية صالحة صادقة عالمة مبصرة.
حركة تصفها كتب التاريخ والمناقب بأنها عادت بالتصوف إلى عصوره الأولى، إيمانا وزهدا، ومعرفة وعلما ونورا يرشد المسلمين إلى أنبل ما في الحياة من أخلاقيات ومثاليات.
وحسب الشعراني هذه الرسالة وحدها، فبمثلها يخلد العلماء المجاهدون مع أنها كانت جزءا من حياته، ولم تكن كل رسالته.
الشعراني وفقهاء الأزهر
الصراع بين الفقه والتصوف
الفقه والتصوف صورتان من صور النشاط العلمي في التفكير الإسلامي، ووجهان من أوجه التشريع والأخلاق في المجال الروحي للرسالة المحمدية، ومع هذا فالخصومة بينهما تقليدية تاريخية منذ عرف الناس التصوف والفقه.
ولقد كان الفقيه في صدر الإسلام هو النموذج الكامل للرجل الكامل في الإسلام، كان الفقيه هو العابد الزاهد المجاهد، المجاهر بكلمة الحق، القائم على الجادة يرشد الناس بعلمه وعمله، ويأخذهم بأيديهم إلى ما يرضي الله، وإلى ما شرع الله، وإلى ما فيه خير الأمة الإسلامية، والمجموعة البشرية كافة، وبذلك كان الفقيه والصوفي شيئا واحدا، وكان التصوف والفقه اسمين لعلم مشترك.
كان الفقيه هكذا يوم كان الفقه هو روح الإسلام وجوهر الرسالة المحمدية، يوم كان الفقه تشريعا وخلقا، وعلما وعملا، يوم كان الفقه لا يعرف الحيل الشرعية ولا التفريعات الافتراضية الشاذة، ولا ألاعيب الألفاظ التي تقتنص الرخص، وتستهدف الغلبة في ميادين الجدل والحوار.
ثم أخذ الفقه الذي نعرفه اليوم يتكون شيئا فشيئا، بل أخذ يبتعد شيئا فشيئا عن أخلاقياته ومثالياته وصفائه الأول، وأخذت ملامحه تتبدل وتتغير وتتلون بألوان الثقافات التي تسربت إليه، وتقنعت به، وتسترت وراء تشريعاته.
فغدا الفقه علما أكثر منه عملا، وأصبح كتابا للعقول أكثر منه مادة وتوجيها للقلوب، بل أصبح وسيلة للحياة، وسلما لمناصبها وزخرفها.
Неизвестная страница