Исламский суфизм и имам Ша'рани
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Жанры
والعهود المحمدية التي عناها الشعراني هي خلاصة الدين الرباني، أو صفوة الأخلاق المحمدية، وكل أخلاقه - صلوات الله وسلامه عليه - صفوة.
ولقد وضع الشعراني هذا الكتاب ليظهر الفرق الشاسع بين أخلاق رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وهو المثل الأعلى لكل مسلم، وهو الإمام الأكبر لكل صوفي، وبين أخلاق الشيوخ المتصدرين لقيادة مواكب التصوف الزائف حتى يحصص الحق، وينبلج الصبح المنير، ويتبين كل من ينشد الهدى، هل هؤلاء الشيوخ المتصدرون لقيادة التصوف أدعياء جهلة أم مؤمنون بررة؟
يقول الشعراني في مقدمة هذا الكتاب: «هذا كتاب نفيس لم يسبقني أحد إلى وضع مثاله، ولا أظن أحدا نسج على منواله، ضمنته جميع العهود التي بلغتني عن رسول الله من فعل المأمورات وترك المنهيات.
وكان الباعث لي على تأليفه ما رأيته من كثرة تفتيش الإخوان على ما نقص من دنياهم، ولم أر أحدا منهم يفتش على ما نقص من أمور دينه إلا قليلا، فأخذتني الغيرة الإيمانية عليهم وعلى دينهم، فوضعت لهم هذا الكتاب المنبه لكل إنسان على ما نقص من أمور دينه، فمن أراد من الإخوان أن يعرف ما ذهب من دينه؛ فلينظر في أي عهد ذكرته له في هذا الكتاب، ويتأمل نفسه ، يعرف يقينا ما أخل به من أحكام دينه؛ فيأخذ في التدارك أو الندم والاستغفار.
ثم اعلم يا أخي أن طريق العمل بالكتاب والسنة قد توعرت في هذا الزمان، وعز سالكها، لأمور عرضت في الطريق يطول شرحها، حتى صار الإنسان يرى الأخلاق المحمدية فلا يقدر على الوصول إلى التخلق بشيء منها؛ فلذلك كنت أقول في غالب عهود الكتاب. وهذا العهد يحتاج من يعمل به إلى شيخ يسلك به الطريق، ويزيل من طريقه الموانع.»
وفي سبيل الغاية التي رسمها الشعراني، وهي الثورة على أدعياء التصوف، ورسم المثل العليا للتصوف الصادق القائم على الكتاب والسنة، ألف كتابه الصوفي الرائع «الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية»، خصصه لتوضيح المناهج الصوفية النقية، والصلات التي تربط الشيخ بالمريد والمريد بالشيخ، والآداب الواجبة على كل منهما، كما شرح فيه معاني الإلهام الصوفي، ودقائق ورقائق الطريق الرباني، وما فيه من أنوار، وما تتطلبه تلك الأنوار من آداب وأخلاق؛ لأن النور ثمرة الخلق، والإلهام ثمرة العبادة الصادقة والطاعة المؤمنة.
يقول الشعراني في مقدمة هذا الكتاب: «وقد سألني بعض الفقراء «الصوفية» من الإخوان - نفع الله بهم - أن أملي جملة من آداب العبودية، آداب الفقراء عموما وخصوصا، وما يدخل على كل طائفة من الدسائس في مقاصدهم؛ لأن الشيطان لهم بالمرصاد، ولا ينجو منه إلا القليل من عباد الله.»
ولم نذكر هذه الكتب الثلاثة على سبيل الحصر، وإنما ذكرناها على سبيل الرمز والمثال، فالحقيقة أن كل كتب الشعراني التي أربت على المائة لم تخل من هذا التوجيه، ولم تخل من هذا اللون من التوضيح والإرشاد.
Неизвестная страница